كنت قد دعيت لإلقاء محاضرة فقهية من فترة قريبة في مسجد ما فتوجه القائم على المحاضرة بعد الإنتهاء منها وقدّم مغلفًا فيه مبلغ مالي مقابل إعطاء المحاضرة فلما رفضت الأمر بشدة قال : هكذا نحن معتادون ….

يتصل كثير من الناس على مجلس الإفتاء لأجل الاستفتاء خصوصًا حول قضايا الطلاق وقبل أن يباشر المستفتي بسؤاله يسأل كم التكلفة عندكم ؟ فلما نجيبه نحن لا نتقاضى أجرًا مقابل الفتيا وإنما نقدّم خدمة مجانية نحتسب بها وجه الله تعالى يقول اتصلت بفلان من المشايخ وقال لي فتوى الطلاق تكلفتها 1500 شاقل ( 300 دولار ) !!

في بيوت العزاء هنالك من يعطي محاضرات ويتقاضى أجرًا بدعوى أنّ ذلك عن روح الميت …

هنالك من يقرأ على مريض في المستشفى ويأخذ مالا .. هنالك من يقرأ على ماء ويأخذ مالا … ناهيك عن الذي يوقع الناس في أوهام الجنّ والسّحر فيدلّس على النّساء بدعوى عندك سحر قديم وهذا السحر موروث عن والدتك وانتقل لك ولأبنائك وبناتك ودخل فيكم 35 جآنّ وبحاجة إلى مائة جلسة علاج وكل جلسة 1000 شاقل !!!

إيش هذه المهزلة والمتاجرة بالدّين وشرع الله تعالى .. إمّا أن تقدّم محاضرات ودروس ومواعظ لوجه الله تعالى وإمّا أن تجلس في بيتك أو تبحث عن تجارة دنيوية أخرى ولا تتاجر بالدّين !! فإنها بئست التجارة والبضاعة !!! وإنّني بالوقت نفسه أحمّل النّاس مسؤولية تعويد الوعاظ والمحاضرين ومن يقرأ القرآن الكريم على أخذ المال!!

أ. د . مشهور فواز رئيس المجلس الإسلامي للإفتاء

الكلمات الدلالية :