القدس

القدس

الفجر

04:21

الظهر

11:46

العصر

15:13

المغرب

17:50

العشاء

19:12

دولار امريكي

يورو

دينار أردني

جنيه استرليني

دولار امريكي

0 $

دولار امريكي

0

يورو

0

دينار أردني

0

جنيه استرليني

0

القدس

الفجر

04:21

الظهر

11:46

العصر

15:13

المغرب

17:50

العشاء

19:12

ما دُمنا من تُرابٍ فَلِماذا لا ينبُتُ الوردُ فينا؟بقلم:صهيب هاني خطبا

الاربعاء 26 ديسمبر 2018 18:59 م بتوقيت القدس

اسعار العملات

0

دولار امريكي

0

دينار أردني

0

يورو

0

جنيه استرليني

مواقيت الصلاة

الفجر

04:21

الظهر

11:46

العصر

15:13

المغرب

17:50

العشاء

19:12

ما دُمنا من تُرابٍ فَلِماذا لا ينبُتُ الوردُ فينا؟ - أعمارُنا تضيعُ في ريّ حَديقةٍ لا تُزهر ! بقلم: صهيب هاني خطبا

الحمدُ لله ربّ العالمين والصلاةُ والسلامُ على سيّد المرسلين سيدنا محمد النبيّ الأُمّيّ وعلى آلهِ وصحبهِ أجمعين وبعد:

ما دُمنا من تُرابٍ فَلِماذا لا ينبُتُ الوردُ فينا؟ أعمارُنا تضيعُ في ريّ حَديقةٍ لا تُزهر، وطرقِ بابٍ بادَ لا يُفتح! إنّها أعمارُنا في تربية أبنائِنا، نعم أبناؤُنا الذين هم في عُمُرِ الوَردِ والريحان وفي نداوةِ عودِهم ورقاقة قلبهم قد ذَوَى عودُهُم، وتلوثتْ أخلاقُهمْ وتشوّهتْ معالم التربية والفضيلة في سلوكهم في حظيرةِ مُجتمعهم، أوجاعٌ وأدنافٌ وجِراحٌ تعصِفُ بنا، ذلك الوردُ الجميلُ النّضِرُ في أبنائِنا قد أصبح في عالمِ الجمادِ جِسماً عِدائياً يسخَطُ مُجتمعهُ ويمقتُه ويعيش في عالمٍ آخر، حادَت نفسَهُ عن مُجتمعنا المُحافظ وعن الأعرافِ والتقاليد والدينِ وعن الشِيَمِ والفَضيلة...

أبناؤنا اليومَ يعيشون في مُستنقعِ ظلامٍ دامس، في بُعدٍ وَمنأىً عن البشرية والتربية والفضيلة، أبناؤُنا اليوم في وَردِ عُمُرهم وتُربة منبتهم يتواجدون في سِكَكِ وطرقات البلدة وزواياها الخفيّة في ساعاتٍ مُتأخرةٍ من الليل يصطفون جماعاتٍ جَمَاعاتْ ، ينتظرون تلك الحُثالة الحقيرة من خَفافيش الليل المُهلكة الذين يتسللون خِفيةً ويقومون ببيعهم "وجبات السمومِ والمُخدرات" تَدميراً لابنائنا، تفكيكاً لِأُسَرِنا وإبادةً لمستقبلهم وتمزيقاً لمجتمعنا عامة...

أبناؤُنا اليوم ما بينَ الليلِ والفَجرِ الصادقِ الشاهد يعيشون قصة طيشٍ ورُعبٍ وإجرام، تجولُ بِيَ قدمايَ في بعض الليالي على ان أُمارسَ رياضة المشي بعد مُطالعتي وقبل نومي في شوارع القرية القريبة مُصطحباً معي ذكر الله، أُشاهدُ ذات اليمين وذات الشمال شباباً وأطفالاً في ساعات الليل المُتأخرة منهم من يشرب الدُخان ومنهم من يجول في سيارة والده في منتصف الليل بسياقةٍ جُنونيةٍ طائشةٍ يمُرُّ مِراراً وَتكراراً في نفس الشارع ازعاجاً للهُجّع النيام وإقلاقاً لراحة المرضى والشيوخ والأطفال والعُمّال ، أيُها الأبْ أيُتها الام الغارِقَيْنِ في نومِكُما وغفلتكما ، إبناً لكُما قد غيّب فِراشَهُ وبيتهُ قد ظلم نفسه وظلم غيره فأصبح من المُفسدين بحق نفسه وبحق مُجتمعه، إيُّها الآباءُ والأمهات أنتم شُركاءُ في الجريمة، شُركاءُ في وجع مُجتمعنا، شُركاء في تدمير جوهر أبنائكم وسُلوكيّاتهم ، أوجدتم لهم واقعاً عاجِيّاً مُراً سَقيماً بسوء تربيتكم وتغاضيكم عنهم، وضعتم غشاوة الجهل على قلوبكم وعيونكم، أوجدتم العنف في بيوتكم ومجتمعكم، صدّرتم لنا شباباً قد انحنى ظهرهم وقسى قلبهم وجلدهم وتفنّدت مزاعمهم وحادوا عن الفضيلة بسوء ما وُجدوا عليه من دفء التربية والمتابعة لهم ، سلّمتم القضية فانا لله وانا اليه راجعون...

أبناؤنا اليوم يعيشون عالم العُنفِ والافتتان المذموم والانخلاعِ من عباءة الاخلاق والتربية والدين، لا تُرافقهم عناية الدفء والتوجيه والارشاد ولا رأفة الوعي والحوار في تربية البيت، قد طالت ألسنة أبنائكم على مُعلميهم بالضرب والشتم والتطاول على من هو أكبرَ منهم حِكمةً وسناً، أبناؤُكم قد تمادوا على أعراض الناس، قد تلاشت مفاهيم الاحترام والحدود والضوابط منهم، أيُها الأبْ أيُتها الام الغارِقَيْنِ في غفلتكما ألم تشتمّوا نتن تلك الرائحة ؟ ألم يُراعيكم خجلٌ وحسرةٌ وندامةٌ وخِزيٌ بالنظر الى حديقتكم بأن ضاعت تربيتكم وغياب عيونكم عن أبنائكم وتوجيهكم لهم بريّ حديقةٍ لم تُزهر؟

أيُها الآباء والأمهات، هُناكَ ضريبةً باهظة الثمن ستدفعونها لسوء تربيتكم، لإهمالكم بحق أبنائكم، لفتحكم الباب على مصراعيه، قد ضيّعتُمُ الامانة وَخُنتم عهدها واليوم أبناؤكم في حضيض الأخلاقِ وذروة الباطل والسوء، نامت عيونكم وقلوبكم ولم تعوا وتُدركوا مخاطر زماننا وضربات الغرب الموجعة وسياسة هدم الانسان فيها ،لن نُعزّيك أيها الوالد لن نُعزيك أيّتُها الأم بإبنٍ ضالٍ ضلّ الطريق وأضلّ غيره وأضللتموهُ أنتم بإهمالكم ونومكم وغفلتكم وضياع امانة تربيتكم، لعل الباب لا زال مفتوحا وهُناك فُرصةً لأن تتنبهوا من غفلتكم وتحكِموا بيتكم بِحِكمةٍ وأمانةٍ وعقلٍ واتزّان وتضحية فهي أمانةٌ في أعناقكم، نُريد منكم المسؤولية العُظمى في تربية أبنائكم بفتح قناة حوارٍ معهم، نُراقبهم ونتنبه لمصاريفهم المجهولة، لنتنبه لصحبتهم ومع من يذهبون والى ايّ ساعةٍ يمكثون ويتأخرون عن البيت ، لننشر الوعي والثقافة والإحسان والفضيلة في فكرهم ولنفتح قناة حوارٍ معهم نُكرّس كل وقتنا وطاقاتنا معهم عطفاً عليهم وتوجيهاً لهم بالخير، لنكون أقرب إليهم من ظلهم، فوالله ما نرجوهُ شباباً وكوكبةً لامعةً من أبنائنا قد فازوا برضا الخالق عز وجل وفازوا في دينهم ودُنياهم وفي رسالة الشيمة والاخلاق وقد شرفهم القدر ان يكونوا من أهل العلم والإصلاح والتغيير والعمل المعطاء والنموذج الحسن المُشرق لدينهم ومجتمعهم.

ذلك التراب الذي خُلقنا منه وسنعود إليه لتُنبت تربيتنا فيه كُل وردٍ جميل، فالمنبتُ بين يدينا والفرعُ في معصمنا، في الختام فلا بُدّ من كلمة حُبٍ وتقديرٍ واحترام الى أولئك الآباء والأمهات الذين يصِلونَ الليل بالنهار في تضحيةٍ وعناءٍ ونفسٍ طويل في تربية أبنائهم تربيةً صالحةٍ ومتابعةً لهم في كافة شؤونهم فهم يدركون مخاطر هذا الزمن العصيب الذي نعيشه جزاكم الله خير الجزاء، وفقكم الله وبارك فيكم وجعل أبنائنا جميعاً في حظيرة وحضينة الاخلاق والفضيلة ان شاء الله...

 

صهيب هاني ناجي خطبا

الاربعاء 18 ربيع ثاني 1440 هجري 

26.12.2018 ميلادي



الكلمات الدلالية :


اضف تعقيب

التعليقات

احمد عبد الرحمن 26 ديسمبر 2018

حسبي الله ونعم الوكيل

هيثم الشيخ خليل26 ديسمبر 2018

بارك الله فيك ولك اخ صهيب ولكن هل من متعظ؟؟

نادره طاطور26 ديسمبر 2018

معك حق هاي حقيقه وواقع للاسف لازم نصحى قبل م يصير الوقت متاخر

بشير الصبحي26 ديسمبر 2018

كل الاحترام اخي صهيب كلام من جواهر

اسعار العملات

0

دولار امريكي

0

دينار أردني

0

يورو

0

جنيه استرليني

مواقيت الصلاة

الفجر

04:21

الظهر

11:46

العصر

15:13

المغرب

17:50

العشاء

19:12