القدس

القدس

الفجر

04:25

الظهر

12:36

العصر

16:16

المغرب

19:18

العشاء

20:48

دولار امريكي

يورو

دينار أردني

جنيه استرليني

دولار امريكي

0 $

دولار امريكي

0

يورو

0

دينار أردني

0

جنيه استرليني

0

القدس

الفجر

04:25

الظهر

12:36

العصر

16:16

المغرب

19:18

العشاء

20:48

الوسطيَّةُ .... حِكمةٌ ضائعةٌ بين فَكَّي التطرُّف - بقلم الشّيخ حمّاد أبو دعابس

الجمعة 14 ابريل 2017 14:13 م بتوقيت القدس

اسعار العملات

0

دولار امريكي

0

دينار أردني

0

يورو

0

جنيه استرليني

مواقيت الصلاة

الفجر

04:25

الظهر

12:36

العصر

16:16

المغرب

19:18

العشاء

20:48

ما بين أنظمةٍ مستبدَّةٍ ، أولغت في دماء مواطنيها ، ومستعدَّةٍ لإحراق البلد من أجل حُكمِهِ إلى الأبد ، بالحديد والنَّار ...... وما بين قُوىً متطرِّفةٍ ، علمانيةٍ أو دينيّةٍ ، تحمل السِّلاح ، تقاتل كلّ الخصوم ، تستبيح كلّ الحرمات ، وتُكفِّر كلّ المخالفين ....... بين هؤلاء وأولئك يحتدم صراعٌ عنيفٌ ، تدفع الشعوب ثمنه باهظاً من دماءٍ وأشلاءٍ ، وخرابٍ ودمارٍ . ولكن ما بين النقيضَين المتصارعَين ، يقوم كيانٌ كبيرٌ ، يمثِّل الكثير من شرائح الأُمَّة ، وبإمكان الأطراف المتصارعة أن تحتكم إليه كحلٍّ وسيطٍ ، يتعايش معه الجميع إن أرادوا ...... يقدِّس الدِّماء ولا يسفكها ، ويحفظ الكرامات والحرّيات ولا ينتهكها ، ويحفظ الأوطان لا يدمِّرها ..... إنَّه الفكر الوسطيّ الإسلاميّ المُعتدِل . إنَّه النهجُ الحكيمُ الحليمُ ، طويلُ النفس ، الذي يفهم الضّرورات ويقدِّرها حقَّ قدرها ، ولا يكلِّف الشعب ما لا يطيق ، ولا يَعِدُه بما لا يستطيع ، وبوصلته مصوَّبة نحو حريَّة وكرامة ووحده وقوَّة الأُمَّة الإسلاميَّة المجيدة جميعاً . 

ولكنّ هذا الخيار الذي تطمئن إليه الشُّعوب ، تستهدفه الأنظمة أوَّلاً ، لكي تسحق ذلك البديل المُحتمل ، فتنسب إليه ما ليس فيه من التطرُّف والقتل وغير ذلك . وتستهدفه القُوى المتطرِّفة علمانيَّة ودينيَّة ، بتهمة المهادنة مع الأنظمة ، وميوعة المواقف أو ضعفها . تلك الوسطيَّة وذلك الإعتدال ، يحاربه أيضاً الغرب والشَّرق وقُوى الإستكبار العالميّ ، التي تخشى من إجتماع كلمة المسلمين على أمر سواء ، وتتحسَّب من تيَّارٍ إسلاميٍّ حكيم بمقدوره أن يجمع شمل الأُمَّة ، وإعادة مكانتها بين الأُمم ، بقيمها وأخلاقها وثقافتها . 

أردوغان ، مرسي ، والغنّوشي .... مقابل بشَّار ، القذّافي والسّيسي 

إجتهد قادة الوسطيَّة في تركيَّا ، مصر وتونس : اردوغان ، مرسي والغنّوشي ، في رسم معالم بلدانهم ، بحيث يَسودها الإزدهار الإقتصاديّ ، والرَّفاه الإجتماعي ، والسِّلم الأهلي، وإستقلاليَّة القرار القوميّ ، ونجحوا في ذلك نجاحات متفاوتة . لكنَّهم قوبِلوا ، بتعاون الدّاخل مع الخارج من إجل إسقاطهم . فما بين دولٍ عميقة ، وقوىً مدنيَّةٍ علمانيَّةٍ متربِّصةٍ ، وأُخرى دينيَّةٍ متطرِّفةٍ ، مع تدخُّلٍ أمريكيٍ وغربيّ مباشر ، كانت محاولات حثيثة لإسقاط خيارات شعوب تلك الدُّول ، فأُسقِط مرسي ، وفشل الإنقلاب على أردوغان ، وتراجع الغنّوشي بضع خطواتٍ ألى الخلف ، دون سفك دماء . وبالمقابل فقد رأينا الأنظمة العربيَّة ، بأجهزتها الأمنيَّة المتنفِّذة كيف تسحق شعوبها ، ترفض الحرّيَّات ، وتنتهك الكرامات ، وتدمِّر البُلدان وتتحالف ولو مع الشَّيطان من أجل حيازة السُّلطة والمحافظة على مواقع القوَّة والصَّدارة ، في سوريَّا ومصر ، ليبيا ، اليمن والعراق . ورأينا كذلك ، كيف يقاتل النظام السوري من جهة وداعش المتشددة من جهة أخرى ، للقضاء على المعارضة الموصوفة بالإعتدال . وفي مصر ، كيف وقف العسكر والدولة العميقة من جهة ، ومعهم جبهة الإنقاذ "المضحوك عليها " وقفوا مجتمعين ضد الرئيس المتتخب مرسي وجماعة الإخوان الموصوفة بالإعتدال . واليوم يستهدف نظام السيسي حتى مؤسسة الأزهر الشريف ، الذي يمثل رمز الوسطية في العالم الإسلامي بأسره . يريدون إخراس كل صوتٍ للعقل والحكمة ، فلا يرتاح نظام مستبد حتى يخضع الجميع لسلطانه وسطوته . 

أما الغرب المنافق " ، وهو الذي يسمِّي نفسه العالم الحُرّ ، ونصير الديمقراطيَّات في العالم ، فإنَّه يقف المواقف العدائيَّة ضدَّ أيَّة تجربةٍ ديمقراطيَّةٍ صادقةٍ في بلادنا العربيَّة ، لأنَّه يستطيع السَّيطرة أكثر على الزُّعماء المستبدّين في الوطن العربيّ ، فيدعمهم ضدَّ شعوبهم ، ثمَّ يتحكّم بهم ويسيّرهم وفق مصالحه المبنيَّة على الهيمنة والتحكُّم بالمنطقة العربيَّة. 

نحن في الحركة الإسلاميَّة ننتهج الوسطيَّة ونرفض التهييج 

تستفزُّنا المواقف العلمانيّة المتنطِّعة ضدَّ كلّ ما هو دينيّ ، وتخرج التصّريحات الفظَّة أحياناً ضدَّ قيمنا الإسلاميّة . وتؤلمنا المواقف المستهترة بالدّم العربيّ الذي يُسفك هدراً وظلماً في سوريَّا والعراق ومصر وغيرها. يدعونا البعض إلى فضّ الشّراكة مع القُوى الوطنيَّة واليساريّة لإختلافها معنا حول الملفّات العربيَّة ، كما ونسمع بعض الأصوات من خارج منطقتنا التي تريد أن ترانا في مواجهةٍ مباشرةٍ مع القُوى الأمنيَّة الإسرائيليَّة . والبعض الآخر يدعونا لمقاطعة السُّلطة الفلسطينيَّة ، والأنظمة العربيَّة ، والجمعيَّات والمؤسسات المدنيَّة التي تختلف مع توجُّهاتنا . ولو استمعنا لكلّ تلك التوجُّهات لرأيتنا نخوض معارك لا تنتهي مع كلِّ مَن حولنا ، وكأنَّنا أوصياء على العالم ، ومحتكرون للحقيقة ، ومنقذون مفترضون للبشريَّة . ونعلم أن نتيجة ذلك ستكون حتماً محاصرتنا نحن ، ولن يلحق الأذى بأحدٍ أكثر منّا . 

ولكنَّنا بمقابل ذلك كلِّه: 

1. نميِّز بين العدوِّ والخصم ، والحليف والنِّدّ ، كما نميِّز بين مَن نلتقي معه على بعض القيم والأهداف ، وبين من لا يجمعنا معه هدف ولا قيمة ، ونبني سياساتنا وفق ذلك . 

2. ندعو الآخرين بالحكمة ، وننصحهم بالمعروف ، لإحترام مشاعر شعبنا ، وإحترام عقولنا ، وتفهُّم واقعنا ، إلى جانب تبيين موقفنا من القضايا لا الأشخاص . كما وننتقد السِّياسات دون الطَّعن في الهيئات . 

3. نعتبر وحدة نضال شعبنا مكسباً حضارياً كبيراً ، لا نستعجل التفريط فيه ، مع علمنا المسبق أن تلك " الوحدة " أو الشَّراكة تقوم بين مركبِّاتٍ مختلفةٍ بينها في الرؤى والأدوات والأفكار ، متَّفقة في معظم نقاط التَّماس مع السُّلطات الإسرائيليَّة ، وفي صراعنا معها حول الحقوق والحُرّيَّات والأرض والمسكن وغيرها . 

نصبِر على الأذى ، ونثبت في المواقف ، نحافظ على المنجزات الوطنيَّة ، ونجتهد في تطوير الأداء ، وننصح الآخرين بالحُسنى . 

واللهُ غالِبٌ عَلَى أمرِهِ


الكلمات الدلالية : حِكمةٌ, ضائعةٌ, فَكَّي, الشّيخ, حمّاد,


اضف تعقيب

التعليقات

احمد14 ابريل 2017

كل الاحترام يا شيخ حماد على المقال البناء وكل انسان يعيش بوسطية لن يثنيه عن عزمه و هدفه شيء لانه في معية الله (اذا كان الله معك فمن عليك...)والله مع المتقين

اسعار العملات

0

دولار امريكي

0

دينار أردني

0

يورو

0

جنيه استرليني

مواقيت الصلاة

الفجر

04:25

الظهر

12:36

العصر

16:16

المغرب

19:18

العشاء

20:48