قال المطران عطا الله حنا رئيس اساقفة سبسطية للروم الارثوذكس لدى استقباله صباح هذا اليوم وفدا من مدراء مدارس القدس بأن مدارسنا المقدسية تتعرض لحملات احتلالية مسعورة وغير مسبوقة بهدف الضغط عليها وابتزازها والنيل من طابعها والتأثير على رسالتها وحضورها في المدينة المقدسة .

وشدد حنا على وجوب ان نكون جميعاً في خندق واحد متعاونين ومتفاعلين في دفاعنا عن مؤسساتنا التعليمية والتي هي ركن اساسي من اركان وجودنا وصمودنا ورباطنا في هذه المدينة المقدسة اذ انها تُخرج اجيالا يجب ان يكونوا متحلين بالوطنية والانتماء لهذه الارض والعمل على تكريس قيم المحبة والاخوة والتسامح وقبول التعددية في مجتمعنا.




وأضاف: "ما حدث يوم امس في مدرسة الوردية انما هو خطأ فادح كنا نتمنى ألا يحدث وقد اصدرت ادارة المدرسة بيانا توضيحيا حول هذا الموضوع تضمن اعتذارا واضحا واعتقد بأننا يجب ان نقف الى جانب مدرسة الوردية وادارتها وان نساعدها في هذه الظروف وفي هذه الاوقات التي تتعرض فيها لضغوطات وابتزازات هادفة للنيل من هويتها ورسالتها في المدينة المقدسة".

وأكد على أن ان حدوث هذا الخطأ الفادح والذي لا يمكن تبريره بأي شكل من الاشكال لا يجوز ان يؤدي الى نسيان ما قدمته مدرسة الوردية خلال سنوات طويلة من خدمات جليلة لمجتمعنا الفلسطيني حيث خرجت اجيالا واجيال من المثقفات المبدعات المتميزات في كافة الحقول .

وأوضح حنا أن السقطات التي تحدث كبيرة كانت ام صغيرة لا يجوز ان تنسنا صفحات مشرقة من مسيرة هذه المدرسة والتي نرفض ان يتم التحريض عليها كما ونرفض ما يقوم به الطابور الخامس من محاولات لاثارة الفتن وبث سموم الكراهية في مجتمعنا الفلسطيني.

ودعى حنا لأن يتم استغلال منصات التواصل الاجتماعي بشكل ايجابي فليس من العيب ان يعبر احد عن موقفه او عن تحفظه مما حدث يوم امس في مدرسة الوردية ولكننا نتمنى تجنب كلمات التحريض والاساءة والتشهير ، كما واستغلال هذا الخطأ من اجل بث سموم الكراهية والفتن الطائفية في مجتمعنا في زمن نحن بأمس الحاجة فيه الى الوحدة وتكريس التضامن والسلم الاهلي في مجتمعنا الفلسطيني .

لا يمكننا ان نقول عن الخطأ الا انه خطأ ومعالجة الخطأ يجب ان تكون معالجة حكيمة ومسؤولة لان مسألة الحفاظ على مدرسة الوردية انما هي مسؤولية ملقاة على عاتقنا جميعا كما ومسؤولية الحفاظ على كافة مؤسساتنا ومدارسنا في المدينة المقدسة .




نتمنى بألا يتم استغلال هذا الخطأ الغير مقبول والغير مبرر من اجل بث سموم التحريض الطائفي مجتمعنا وهذه هي هدية مجانية للاحتلال الذي لا يريدنا ان نكون موحدين كأبناء للشعب الفلسطيني الواحد.

والاحتلال له ابواقه وله عملاءه ومرتزقته الذين يخدمون اجنداته ولذلك وجب علينا ان نكون حذرين فقد باتت بعض منصات التواصل الاجتماعي تشكل خطرا على السلم الاهلي وعلى الوحدة الوطنية وفي مواجهة ذلك سلاحنا هو الوعي والمحبة والاخوة والانتماء والعمل معا وسويا من اجل الحفاظ على مؤسساتنا التعليمية لكي تبقى صروحا وطنية ولكي نكون نحن سندا لها في مواجهة ما تتعرض له من ضغوطات واملاءات وابتزازات .

لا يمكننا ان نتجاهل ما قدمته مدرسة الوردية عبر تاريخها لمجتمعنا الفلسطيني وفي نفس الوقت لا نتجاهل الاخطاء فالاخطاء موجودة ولكننا يجب ان نعمل على معالجتها بالبصيرة والحكمة والمسؤولية بعيدا عن لغة التحريض والتشهير واثارة سموم الكراهية والفتن في مجتمعنا .

نعود ونؤكد مجددا بأن ما حدث البارحة في الوردية امر مرفوض لا يمكن تبريره بأي شكل من الاشكال ويجب ان نتجاوز هذه المرحلة وان نعالج ما حدث بروح من المسؤولية والحكمة لا سيما ان ادارة المدرسة اصدرت بيانها واعتذارها والذي يجب قبوله والتوقف عند هذا الحد وعدم السماح للمصطادين في المياه العكرة بأن يقوموا بمهامهم الغير الوطنية والتي هدفها ليس الحفاظ على طابع ورسالة مدارسنا في القدس بل استغلال هفوات هنا وهناك من اجل اثارة الضغينة والكراهية في مجتمعنا .




المسيحيون والمسلمون في هذه الديار هم اخوة في انتماءهم لهذا الوطن وفي دفاعهم عن قضيتهم الوطنية العادلة ولا يجوز ان نسمح بأن يؤدي اي خطأ يرتكب هنا او هناك من أن يؤثر على هذه العلاقة ، فكما ان مدارسنا هي امانة في اعناقنا يجب ان نحافظ على هويتها وطابعها الوطني هكذا ايضا وحدتنا الوطنية المسيحية والاسلامية هي امانة في اعناقنا ايضا يجب ان نحافظ عليها وان نرفض وان نلفظ اي خطاب ايا كان شكله وايا كان مصدره هدفه النيل من هذه الوحدة والنيل من السلم الاهلي الذي يجب ان نسعى لتكريسه في مجتمعنا .

الكلمات الدلالية :