سقط مساء أمس الثلاثاء، صاروخ في بلدة بولندية، قرب الحدود مع أوكرانيا، وتسبب بمقتل شخصين، لتُوجَّه الاتهامات فورًا إلى روسيا التي بدأت الحرب في أوكرانيا في 24 شباط/ فبراير الماضي، غير أن موسكو نفت الاتهامات، وعدّت أنها عبارة عن "استفزازات متعمّدة"، تهدف إلى التصعيد.

وفي ما يلي أبرز المعلومات المتوفرة والتصريحات التي صدرت بشأن ما حصل في بولندا، أمس:




لقي رجلان يبلغان من العمر نحو 60 عامًا حتفهما حين سقط صاروخ على قرية بريفودوف البولندية، البعيدة ستة كيلومترات تقريبًا عن الحدود الأوكرانية، أمس.




وقالت وزارة الخارجية البولندية إن الانفجار الصاروخي "وقع، الثلاثاء، عند الساعة 14,40 بتوقيت غرينتش". وقال سكان إن الانفجار أصاب منشأة محلية لتجفيف الحبوب بالقرب من مدرسة.

ووقع الانفجار في وقت كانت روسيا تستهدف أوكرانيا بقصف كثيف على منشآت مدنية، تسبب بانقطاع التيار الكهربائي عن ملايين المنازل.

واستهدفت صواريخ روسية مدنًا في أوكرانيا تشمل مدينة لفيف قرب الحدود البولندية.

وتمّ توجيه الاتهام فورًا إلى روسيا، لكن الرئيس البولندي، أندريه دودا أعلن اليوم الأربعاء، أنه "من المرجح جدًا" أن تكون الدفاعات الأوكرانية هي مصدر الصاروخ، إلا أن الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، شدد اليوم مرة أخرى على أن الصاروخ كان روسيا.

من جانبها، أيّدت الولايات المتحدة، اليوم، فرضية وارسو بأن الصاروخ الذي سقط داخل بولندا أطلقته القوات الأوكرانية، لكنّ واشنطن ألقت باللوم على موسكو في الحادث.

وقال البيت الأبيض في بيان مساء اليوم: "لم نر شيئا يتعارض مع فرضية الرئيس (أندريه) دودا بأن هذا الانفجار كان على الأرجح نتيجة صاروخ دفاع جوي أوكراني".

وأضاف أنه "من الواضح أن الجهة المسؤولة في نهاية المطاف عن هذا الحادث المأسوي هي روسيا التي أطلقت وابلا من الصواريخ على أوكرانيا".

ويقول الخبير في الأسلحة الجوية، بيار غراسيه، من مركز جامعة السوربون لدراسات الهويات والعلاقات الدولية وحضارات أوروبا، إن الصاروخ من طراز "5ف55" 5V55 وهو صاروخ يستخدمه الجيش الأوكراني، بحسب ما أوردت وكالة "فرانس برس" للأنباء نقلا عنه.

ويضيف أن "الانفجار كان على الأرجح حادثًا فيه صاروخ أرض جو أوكراني، أخطأ في تصويب هدفه أو خرج عن السيطرة".

ويشير إلى أن أنظمة حلف شمال الأطلسي ("ناتو")، كانت لترصد إطلاق مثل هذا الصاروخ لو أُطلق من بيلاروسيا المجاورة، حليفة روسيا.

وأثار الانفجار مخاوف من أن يُجرّ حلف شمال الأطلسي، والذي انضمّت إليه بولندا في العام 1999، إلى الصراع بين أوكرانيا وروسيا.

وتتمتع بولندا بالحماية من خلال التزام حلف شمال الأطلسي بالدفاع الجماعي المنصوص عليه في المادة 5 من ميثاق ناتو.

وقال الرئيس البولندي إنه من "المرجح" أن يطلب مندوب بولندا لدى الحلف إجراء مشاورات عاجلة بموجب المادة 4 من ميثاق الحلف التي تنص على أنه يمكن الدعوة للتشاور عندما يشعر أي عضو في حلف شمال الأطلسي بأن "وحدة أراضيه أو استقلاله السياسي أو أمنه" معرض للخطر.




ووضعت بولندا جيشها في حالة تأهب قصوى واستدعت السفير الروسي ليل أمس، لكنها حذرت من التوصل إلى أي استنتاجات متسرعة بشأن مصدر الصاروخ الذي يعود إلى الحقبة السوفياتية.

وطلبت أوكرانيا، اليوم، إعطاءها حق "الوصول الفوري" إلى الموقع الذي سقط فيه الصاروخ، إذ كتب سكرتير مجلس الأمن القومي والدفاع الأوكراني، أليكسي دانيلوف في تغريدة، أن "أوكرانيا تطلب الوصول الفوري إلى موقع الضربة"، لافتًا إلى أن كييف ترغب بإجراء "تقييم مشترك للحادثة".

وأشار كذلك إلى أن كييف مستعدة لتسليم "أدلة" على اتهاماتها لروسيا بالمسؤولية.




من جهتها، قالت موسكو إن الاتهامات بإطلاق النار باتجاه الأراضي البولندية "استفزازات" وأن لا علاقة لها بالانفجار الصاروخي.

وعقد القادة الغربيون اجتماعًا طارئًا على هامش قمة مجموعة العشرين، اليوم الأربعاء، معبّرين عن تضامنهم مع بولندا، وداعين إلى توخي الحذر بشأن مصدر الصاروخ.

وقال الأمين العام لحلف شمال الأطلسي، ينس ستولتنبرغ، اليوم الأربعاء، إن "لا مؤشر" يسمح بالقول إن الانفجار ناجم عن "هجوم متعمّد"، معتبرًا أن اللائمة تقع في جميع الأحوال على روسيا بسبب حربها في أوكرانيا.

الكلمات الدلالية :