أرجأت محكمة الصلح في “ريشون لتسيون” (عيون قارة) اليوم الثلاثاء، قرارها بخصوص طلب النيابة العامة الإسرائيلية تمديد اعتقال الشيخ يوسف الباز (64 عاما) إمام المسجد الكبير في اللد إلى جلسة تعقد بهذا الشأن يوم الأحد المقبل (22/5/2022، الثانية بعد الظهر).

وقال المحامي رمزي كتيلات- يترافع في الملف والمحاميان خالد زبارقة ورئيس أبو سيف-، لـ “موطني 48″، إن النيابة العامة الإسرائيلية سوّغت- خلال الجلسة- طلبها من المحكمة تمديد اعتقال الباز حتى نهاية الإجراءات القضائية بادّعاء أن “خطاب الباز فيه اعتراض على الحق القانوني لليهود في دخول (اقتحام) المسجد الأقصى المبارك”، زاعمة أن هذا “غير مقبول ويشجع على العنف في سبيل منع اليهود من دخول الأقصى”، كما بررت طلبها بالاعتقال حتى نهاية الإجراءات في أن “الباز يحاكم بتهمة تحريض أخرى قدّمت ضده العام الماضي بتهم مشابهة”.

وتابع كتيلات “من طرفنا كطاقم دفاع فنّدنا مزاعم النيابة بالتأكيد أن الباز مارس حقه الطبيعي بالتعبير عن الرأي أثناء ندوة سياسية وهي بطبيعتها تحتمل طرح الآراء السياسية كما أكدنا ان الشيخ الباز لا يتلعثم بفكره وطرحه المناهض لاقتحام اليهود للمسجد الأقصى المبارك وهو يرى بذلك اعتداء على حق المسلمين في الأقصى وهذا كلام مشروع ويندرج في إطار حرية التعبير عن الرأي. أما الاتهام المتعلق بتصريحات الباز على مواقع التواصل بخصوص الشبان الذين اعترضوا اقتحام المستوطنين وقوات الاحتلال للأقصى فقد قلنا إن الباز طرح رأيه في سياق الخطاب السياسي المشروع في المجتمع العربي، وهذا جزء من حقوقه في التعبير عن مواقفه وأفكاره”.

وبحسب كتيلات، رفعت قاضية المحكمة كيرن فيكسلر الجلسة لغاية يوم الأحد المقبل (22/5/2022) حيث من المقرر أن تصدر قرارها ردّا على طلب النيابة العامة تمديد اعتقال الباز حتى نهاية الإجراءات القضائية ضده.

وإسنادا للشيخ الباز وتضامنا معه، حضر جلسة المحكمة العشرات من القيادات والنشطاء في مدينة اللد والداخل الفلسطيني.



الشيخ كمال خطيب رئيس لجنة الحريات المنبثقة عن لجنة المتابعة العليا، كان أحد المساندين للشيخ الباز في محاكمته، أكد أن اعتقال الشيخ يوسف الباز والعشرات من النشطاء في الداخل الفلسطيني ضمن حملة مسعورة تشنّها السلطات الإسرائيلية يؤكد أن “دولة إسرائيل بوليسية بكل ما للكلمة من معنى”.

وأضاف خطيب في حديثه لـ “موطني 48”: “اعتقال الشيخ يوسف الباز أو اعتقال العشرات بالقدس أمس أو اعتقال الطلاب في الجامعات أو أهلنا في النقب المدافعين عن أرضهم، كل هذه الحملة لا تشير إلى لشيء واحد وهو أن إسرائيل أصبحت دولة بوليسية بكل ما للكلمة من معنى. إن كان هذا التعريف محل تساؤل في الماضي، فإنه الآن يعبّر عن الوجه الحقيقي للمؤسسة الإسرائيلية. مؤسسة تعتقل على كلمة وعلى رفع علم وتعتدي على حرمة الأموات والجنازات وتنتهك حرمة المقابر والمستشفيات، هي مؤسسة ونظام بات اقرب إلى النظام البوليسي بامتياز”.



وتابع بالقول: “بالتالي جئنا للتضامن مع الشيخ يوسف الباز الملاحق منذ مدة، والمتهم إسرائيليا بالتحريض على العنف، تماما كما في ملفي انا الذي أحاكم عليه. وعليه فهذه محاولة إسرائيلية ضمن المحاولات المحمومة لكتم الانفاس ومحاربة الكلمة في دولة تدّعي أنها تحترم سيادة القانون، في حين أن قبضة المؤسسة الإسرائيلية لا توجه إلا للفلسطيني أمّا اليهودي فيتم التعامل معه بمنطق مختلف تماما بالرغم من أن دعوات التحريض على قتل العرب واستهدافهم تصدر يوميا عن قيادات وشخصيات إسرائيلية ومع ذلك لا يتم حتى لفت انتباههم بكلمة ناهيك عن عدم محاكمتهم أو اعتقالهم”.

وعن تفسيره لأسباب الحملة الإسرائيلية المسعورة على النشطاء العرب في هذه المرحلة، أوضح خطيب “إسرائيل تريد أن توصلنا لمرحلة يكون فيها أي موقف مناصر للمسجد الأقصى المبارك “تهمة” وعلينا ان نتحمل تبعات هذا الموقف، ولكن هذا لن يكون إن شاء الله، لأن علاقتنا بالقدس والاقصى هي علاقة عقيدة وحب ووفاء ولا يمكن ان تنفصل هذه العروة”.


ودعا الشيخ كمال خطيب القيادات وأبناء شعبنا إلى المزيد من الإسناد عبر المشاركة في جلسات المحاكمات للمعتقلين والمعتقلات من أبناء شعبنا الذين طالتهم الملاحقات الإسرائيلية منذ رمضان ولغاية اليوم، أو الذين اعتقلوا على خلفية هبة الكرامة وأحداث النقب من العام الماضي.

في غضون ذلك، قال عضو بلدية اللد، السيد أكرم ساق الله، لـ “موطني 48″، خلال مشاركته في جلسة محاكمة الشيخ يوسف الباز “جئنا لمناصرة الشيخ يوسف ورفع معنوياته، وجئنا لنقول للقضاة ولكل من يهمه الأمر أن قضية الشيخ الباز هي قضية حق ومحاكمته ظالمة، وقد جرى اعتقاله لأنه دعا إلى حماية الأقصى تماما كما يدعو دائما إلى حماية المقدسات المسيحية واليهودية والحفاظ عليها”.


عضو بلدية اللد أكرم ساق الله
وأضاف: “قبل فترة قصيرة، وقف أحد الحاخامات في مدينة اللد ودعا صراحة إلى طرد العرب من المدينة وعدم بيع بيوت لهم في اللد، حتى لو دفعوا في البيت الواحد ملايين الدولارات. لم تحاكم السلطات الإسرائيلية التي تتغنى بالديموقراطية هذا الحاخام ولم توجه له تهم التحريض على العنف والكراهية، بينما يحاكم الشيخ يوسف المعروف بمواقفه المدافعة عن المقدسات الإسلامية والمسيحية واليهودية على السواء، أمثال هذا الحاخام يجب أن يكونوا خلف القضبان بينما يجب الافراج فورا عن الشيخ يوسف”.

وقدّر ساق الله ان اعتقال الباز وباعتباره إحدى الشخصيات المؤثرة في اللد، جاء بهدف منعه من إلقاء خطبة العيد والتي ينتقد فيها بالعادة رئيس بلدية اللد المعروف بمواقفه العنصرية أو ربما بهدف منعه من المشاركة في إحياء الذكرى الأولى لهبة الكرامة.

إلى ذلك، تزعم النيابة العامّة الإسرائيلية، في لائحة الاتهام التي وجهتها يوم الجمعة الماضي، للشيخ الباز أنه عاما)، مارس “التحريض على العنف”، وأبدى دعمه لمن هاجموا الشرطة وقوات الاحتلال أثناء اقتحامهم للمسجد الأقصى المبارك في رمضان الأخير.

وجاء في لائحة الاتهام المزعومة أن الباز نشر على الفيسبوك منشورا “يحرض على العنف”، وأنه شارك بمؤتمر عُقد بعد ذلك بيومين بالقرب من الجامع الكبير في اللّد، وكان أحد المتحدثين فيه، و”امتدح وتعاطف مع الأحداث العنيفة التي وقعت في الاقصى”.

الكلمات الدلالية :