الثلاثاء 28 ديسمبر 2021 19:02 م بتوقيت القدس
تشهد المنطقة الواقعة بين نابلس وجنين، تحديدًا قرية برقة ومحيطها، في الأسبوع الأخير، مواجهات ساخنة بين الشبان الفلسطينيين سكان القرية والمنطقة والجيش الإسرائيلي وقطعان المستوطنين، وذلك بعد محاولات للمستوطنين بالاعتداء على القرية وأهلها وإعادة التموضع ببؤرة حومش الاستيطانية المجاورة.
وأسفرت المواجهات عن إصابة شبان فلسطينيين بجراح وصفت بالخطيرة لبعضهم إثر تعرضهم للرصاص الحي، بالإضافة إلى المئات بحالات الاختناق.
ووفقا لما جاء من ادعاءات سكان المنطقة فان السبب الرئيسي في هذه المواجهات هو وقوع القرية بين مستوطنتي "حومش" المخلاة عام 2005 ومستوطنة "شافي شمرون" المأهولة بالسكان ومحاولة المستوطنين احياء المستوطنة من جديد والتعدي على قرية برقة كانتقام على عملية اطلاق نار قتل فيها مستوطن حصلت في الأسبوع الماضي.
المواجهات في برقة وصفت بأنها الأعنف في شمال الضفة الغربية منذ فترة، الآلاف من المستوطنين حشدوا أنفسهم وأسحلتهم وهاجموا القرية أكثر من مرة، مما استدعى لأن يهرع أهالي المناطق المجاورة لمساندة القرية وأهلها، وقد اندلعت المواجهات بأكثر من 10 نقاط تماس على مداخل البلدات والقرى المحيطة ببرقة أبرزها بلدة سبسطية ومحافظة طوباس.
"لا مجال للتراجع"
محمد دغلس ابن بلدة برقة، قال متحدثًا عن أهمية مواجهة العنف المستشري بالبلدة في الآونة الأخيرة والتصدي للعدوان رغم صعوبة الموقف في ساحة الحرب: "لا مجال للتراجع عن حقنا والسماح لهم بالمرور بشكل طبيعي وجعلهم يسرقون أراضينا من جديد أمام أعيننا، دورنا أن نتكاتف وأن لا نرضى بظلم وإنتهاك العدو رغم أنف الغاصبين.
إلى ذلك، أفادت الشابة أنغام صوافطة، ابنة محافظة طوباس: "نهج الاحتلال هذا بتنا نعرفه جيدًا، والتعرض لبلداتنا من قبل المستوطنين هو جزء من هذا النهج وهذا المشروع، وقد تكون برقة هي طعم أو بداية لاعتداءات أقسى وأكبر، ومن واجبنا ودورنا الإنساني والوطني أن ننشر كل ما يتعلق بالاعتداءات التي تتعرض لها بلدات الضفة بشكل عام وتسليط أمام العالم على سياسة الاحتلال القمعية.
" توحيد كافة أطياف الضفة"
وبالنسبة للجانب الإيجابي لدور الشباب في مثل هذه الاحداث، قالت: "الأهم هو توحيد كافة أطياف الضفة وجعلها سلسلة متشابكة أبن جنين وطوباس وأبن الخليل يجمعهم حلم وهدف واحد وهو الصمود والتحرير.
ومن الجذير ذكرة أن هذه الاعتداءات ليست الأولى من نوعها على بلدة برقة إنما شهدت هذه البلدة تخريبات و مضايقات مستمرة من قبل المستوطنين الذين يسعون جاهدين لسلب الأراضي وإحيائها لصالحهم لاتساع مستنقعة عيشهم.
وفي أعقاب هذا التوتر، صدر قرار عسكري اسرائيلي بإلغاء زيارات المستوطنين وإيقاف الفعاليات التي إفتعلوها في مستوطنة "حومش" حتى إشعار اخر. إلّا أن المستوطنين لا يلتزمون بهذه القرارات غالبًا وتستمر اعتداءاتهم مما يستدعي أن تستمر حالة التأهب في البلدة والمحيط.
