القدس

القدس

الفجر

05:07

الظهر

12:43

العصر

16:14

المغرب

18:57

العشاء

20:20

دولار امريكي

يورو

دينار أردني

جنيه استرليني

دولار امريكي

0 $

دولار امريكي

0

يورو

0

دينار أردني

0

جنيه استرليني

0

القدس

الفجر

05:07

الظهر

12:43

العصر

16:14

المغرب

18:57

العشاء

20:20

ليس بالاقتصاد وحده.. لماذا لا يمكن للصين النجاح بمبادرة “الحزام والطريق” دون مراعاة البُعد الديني في الشرق الأوسط؟

الاربعاء 07 يوليو 2021 20:57 م بتوقيت القدس

اسعار العملات

0

دولار امريكي

0

دينار أردني

0

يورو

0

جنيه استرليني

مواقيت الصلاة

الفجر

05:07

الظهر

12:43

العصر

16:14

المغرب

18:57

العشاء

20:20

نشرت مجلة The Diplomat الأمريكية تقريراً مطولاً حول أهمية البعد الديني في نجاح “طريق الحرير” بالمنطقة العربية تاريخياً والدروس المستفادة منه بالنسبة للصين، التي تحاول تجديد ذلك الخط بما يعرف بـ”مبادرة الحزام والطريق”، التي ستعيد ربط بكين بالعالم عبر آسيا الوسطى والشرق الأوسط.

وتقول المجلة إن الدين الإسلامي كان أحد الجسور التي ربطت بين الصين والشرق الأوسط؛ إذ كانت مكة أشبه بمغناطيس للشتات ووسيط لإنجاح “طريق الحرير”، ودون مراعاة الدين الإسلامي لم تستطع الصين النجاح بالعبور في مبادرة “الحزام والطريق”.

 

“طريق الحرير” وإعادة إحياء خط الصين- الشرق الأوسط

منذ اقترح الرئيس الصيني شي جين بينغ لأول مرة “طريق الحرير للقرن الحادي والعشرين” خلال زيارته إلى كازاخستان في عام 2013، تُعرَّف مبادرة الحزام والطريق على أنها تجديد التجارة الصينية مع منطقة أوراسيا، ثم تطورت مبادرة الحزام والطريق لتصبح الشغل الشاغل للعلاقة الاقتصادية مع آسيا الوسطى والشرق الأوسط.

ولم يكن طريق الحرير قديماً متعلقاً في الواقع بالتجارة فحسب، بل سهَّل أيضاً العديد من أنواع التبادلات بين الصين والدول الأخرى على طول الطريق. وتبرز هذه التبادلات تحديداً في منطقة الشرق الأوسط، حيث الإسلام هو الدين السائد. كانت التبادلات الثقافية والدينية مهمة طوال تاريخ العلاقات بين الشرق الأوسط والصين. وساهم الحج إلى مكة المكرمة في تكوين شتات صيني في مكة والمناطق المجاورة لها، من بينهم مسلمون صينيون أقاموا نُزلاً هناك لتوفير أماكن إقامة للحجاج من الصين.

تنقل المجلة الأمريكية عن الدكتورة جانيس هيجو جيونغ، زميلة ما بعد الدكتوراه في جامعة غوتنغن، قولها إنَّ سفر المسلمين الصينيين إلى مكة لأداء الحج كان أحد النقاط المحورية التي جمعت الصين والشرق الأوسط معاً.

وتقول جيونغ، التي ألقت مؤخراً محاضرة عن مكة والمجتمع المسلم الصيني في المملكة العربية السعودية، من أجل مشروع بحثي متعدد التخصصات بعنوان “البنى التحتية للإيمان: الحركات الدينية على الحزام والطريق” في معهد هونغ كونغ للعلوم الإنسانية والاجتماعية- تقول إن الجاليات المسلمة الصينية، التي أقام معظمها في غرب الصين، موجودة منذ القرن الثامن الميلادي. وهؤلاء الأشخاص- الذين كانوا يُعرَفون مجتمعين باسم خوي أو هوي- يُصنَّفون الآن على أنهم أعضاء في 10 مجموعات عرقية منفصلة، ومنهم خوي والأويغور والكازاخ ودونغشيانغ، بجانب آخرين.

وفي القرنين التاسع عشر والعشرين، خلق الترابط العالمي والشعور بالأزمة رغبةً بين المسلمين الصينيين في ربط الصين وشبه الجزيرة العربية، التي كان يُنظَر إليها على أنها مركز العالم الإسلامي. وهكذا، أُعيِد إحياء طريق السفر بين الصين والشرق الأوسط ابتداءً من القرن التاسع عشر، في غمار اندماج الصين في النظام الدولي بقيادة الدول الغربية. على سبيل المثال، “ما ديكسين” (1794-1874)، وهو عالم صيني من الخوي من مقاطعة “يونان” في الجزء الجنوبي الغربي من الصين، ذهب لأداء فريضة الحج إلى مكة بين عامي 1840 و1848. وبدأ الطريق من يونان، عبر بورما والمحيط الهندي، وصولاً في النهاية إلى شبه الجزيرة العربية.

وبفضل طريق الحج وزيادة التبادلات بين الصين والشرق الأوسط، وبسبب الاضطرابات السياسية في الصين ما بعد حكم أسرة تشينغ، تشير التقديرات إلى أنَّ نحو 2000 “صيني مغترب” أقاموا في الحجاز- حالياً جزء من السعودية- بحلول عام 1939، وكان معظمهم من مسلمي الأويغور الأتراك من شينجيانغ، إضافة إلى عددٍ من مسلمي الخوي من غرب الصين.

 

من الصين إلى المنفى في مكّة

وكانت نقطة التحول بالنسبة للمغتربين الصينيين المسلمين هي هزيمة الحكومة القومية في الحرب الأهلية الصينية. فقد توجه بعض الهاربين المسلمين من الصين الشيوعية إلى المنفى في مكة عندما فرّت الحكومة القومية إلى تايوان؛ ما أدى إلى زيادة أعداد المغتربين الصينيين في السعودية. على سبيل المثال، فرّ “ما بوفانغ”، أمير الحرب وحاكم مقاطعة تشينغهاي الذي تحالف مع القوميين، إلى مكة بعد أن حققت الحكومة الشيوعية النصر في الحدود الشمالية الغربية.

وتقول الدكتورة جانيس، خلال ندوتها، إنَّ الحج كان عذراً مناسباً للقادة السياسيين المسلمين الصينيين للفرار إلى المنفى بعيداً عن الحكومة الصينية الشيوعية والبقاء في مكة.

ومع ذلك، لا تعني موجات المنفيين المسلمين الصينيين إلى مكة، خلال الحرب الباردة، أنَّ التفاعلات بين الناس والقيم الدينية قد توقفت تماماً بين الشرق الأوسط والبر الرئيسي للصين. فقبل تطبيع العلاقات بين السعودية وجمهورية الصين الشعبية في عام 1990، كانت تُعقَّد لقاءات غير رسمية للمِّ شمل العائلات الصينية في مكة في الثمانينيات من خلال وساطة رابطة العالم الإسلامي أو تأشيرات للزيارات العائلية.

وعلى الرغم من معاداة الشيوعية في سنواتها الأولى، تمكنت رابطة العالم الإسلامي من إدارة القضايا السياسية الحساسة بين الصين والسعودية، من خلال تمكين لم شمل السكان الصينيين المسلمين في الشتات مع عائلاتهم من البر الرئيسي “بحجة” الحج إلى مكة؛ لذلك، كان الدين هو الصلة التي ربطت الصين بالعالم الإسلامي خلال هذه الفترة من توترات الحرب الباردة.

إجمالاً، تشير محاضرة جيونغ إلى أنَّ حج المسلمين الصينيين وشتاتهم في مكة هو جزء مهم من التفاعل بين الصين ودول الشرق الأوسط. وقد سبقت دينامية حج المسلمين الصينيين إلى مكة روابط مبادرة الحزام والطريق عبر الصين مع جنوب شرق آسيا والمحيط الهندي وآسيا الوسطى وشبه الجزيرة العربية. ويُظهِر هذا أنَّ التفاعل بين الصين والشرق الأوسط شمل أيضاً القيم الدينية، إلى جانب العلاقات السياسية والاقتصادية. وكان الدين الإسلامي أحد الجسور التي ربطت بين المنطقتين في الأصل؛ إذ كانت مكة أشبه بمغناطيس للشتات ووسيط للروابط عبر الوطنية.

 

الدروس المستفادة من الشتات المسلم الصيني في مكة

يوضح ما أسهم به المسلمون الصينيون في الربط بين الصين والشرق الأوسط أنَّ الاقتصاد لا يمكن أن يكون المصدر الوحيد للتعاون بين مناطق مبادرة الحزام والطريق؛ إذ يجب أيضاً مراعاة الديناميات الثقافية والدينية عند تعزيز التعاون بين الدول. إذا كانت مبادرة الحزام والطريق تهدف إلى زيادة الاتصال بين الصين والمناطق الأخرى، فستحتاج استراتيجياتها ومشاريعها إلى مراعاة أديان البلدان الشريكة وثقافتها بدلاً من إغرائها بوعاء من الذهب.

بيد أنَّ الجانب الديني لطريق الحرير القديم مُهمَل إلى حد كبير في التخطيط الحديث لمبادرة الحزام والطريق، الذي لا يترك أيضاً مساحة كبيرة للتفاعلات الثقافية. وتعرضت الشركات المملوكة للدول المُشارِكة في مبادرة الحزام والطريق لانتقادات بسبب غياب التبادلات والتفاهمات مع المجتمعات المحلية، وغالباً ما يجد السكان المحليون صعوبة في فهم النية من مبادرة الحزام والطريق.

علاوة على ذلك، تعرضت بكين أيضاً لانتقادات من الدول الغربية بسبب سجلِّها المحلي في مجال حقوق الإنسان في ما يتعلق بحرية الدين. وتصاعدت السيطرة السياسية على المجتمعات الدينية في العقد الماضي؛ إذ أمرت الحكومة جميع الأديان في الصين بأن تكون “صينية التوجُّه” ومحاولة استيعاب ثقافة الأقليات العرقية في هوية صينية أقوى لإضعاف الحركات الانفصالية.

وأدت هذه السياسات- لا سيما في شينغيانغ، حيث تهدف “معسكرات إعادة التعليم” إلى تحويل الأويغور إلى أتباع مخلصين للحزب الشيوعي الصيني- إلى اتهامات من الدول الغربية بارتكاب الصين “إبادة جماعية”. وظهرت الانتقادات المُوجَّهة إلى قضية حقوق الإنسان في الصين واضحة أيضاً في البيان المشترك الأخير الصادر عن قمة مجموعة السبع- الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وفرنسا وألمانيا وإيطاليا وكندا واليابان- في إنجلترا. وخلال القمة، ناقش قادة مجموعة السبع المنافسة الاستراتيجية مع بكين وردهم على القوة الاقتصادية والعسكرية المتصاعدة للصين، واعتمدوا بياناً يدين العمل القسري المزعوم في شينغيانغ، بينما أعلنوا أيضاً عن مبادرة “إعادة بناء عالم أفضل” بوصفها خطة بديلة لمنافسة شراكة البنية التحتية لمبادرة الحزام والطريق مع البلدان النامية.

وقال الرئيس الأمريكي جو بايدن، خلال المؤتمر الصحفي في قمة مجموعة الدول الصناعية السبع الكبرى، “النقطة المهمة هي أنَّ الصين لديها مبادرة الحزام والطريق هذه، ونعتقد أنَّ هناك طريقة أكثر إنصافاً لتوفير احتياجات البلدان في جميع أنحاء العالم”.

وكان للقمة انعكاسان: أولاً، تخضع مبادرة الحزام والطريق في الصين حالياً لتأطير متزايد من الدول الغربية التي تعتبرها خطة تتعارض مع القيم الثقافية والدينية للبلدان الشريكة لها. وتواجه الصين الآن اتهامات بقمع ثقافات ودين الأقليات العرقية المسلمة محلياً؛ مما زاد الشكوك والمخاوف بين الحكومات والشعوب في البلدان الشريكة لمبادرة الحزام والطريق. وإذا لم تتمكن مبادرة الحزام والطريق من التعامل مع هذه المقاومة، فلن تحقق هدفها وقد تواجه مقاومة متزايدة بدلاً من ذلك.

أما الانعكاس الثاني للقمة، فيتمثل في توضيح أنَّ القيم مهمة بنفس قدر الدوافع الاقتصادية في العلاقات بين الدول. ففي الإعلان عن مبادرة “إعادة بناء عالم أفضل”، أدرج البيت الأبيض “أهدافاً مدفوعة بالقِيَم” باعتبارها أحد مبادئه الأساسية، واعداً بـ”تنفيذها بشفافية واستدامة مالية وبيئية واجتماعية”. وفي حين أنَّ بعض النقاد استبعدوا قدرة مجموعة السبع على تمويل مبادرة “إعادة بناء عالم أفضل”، وشكَّكوا في الموقف المنافق والمتسلط للتحذيرات الغربية للدول الشريكة في مبادرة الحزام والطريق، فلا شك في أنَّ القيم الثقافية والدينية ستصبح بُعداً بارزاً أكثر فأكثر في المناقشات والاستراتيجيات المتعلقة بمبادرة الحزام والطريق.

وفي هذا السياق، اقترحت الدكتورة جانيس هيجو جيونغ أنه “ليس من السهل فصل التجارة أو التبادلات التجارية والاقتصادية عن نقل الأفكار الدينية والأشخاص لأنهم يحملون هذه الممارسات معهم؛ لذلك أعتقد أنَّ هذه هي الطريقة الطبيعية لسير الأمور؛ بمعنى أنه لا يمكنك منع الأفكار والدين من السفر مع التجارة”.

يقدم الحج والشتات الصيني المسلم في مكة مثالاً تاريخياً على أنَّ القِيَم غير المادية؛ مثل الدين، هي جزء جوهري من العلاقة بين الصين والبلدان الأخرى. ومن دون مراعاة البعد الديني للعلاقات بين الصين والشرق الأوسط، قد تصطدم مبادرة الحزام والطريق بعقبات على طريق بناء “طريق الحرير للقرن الحادي والعشرين”.

 


الكلمات الدلالية :


اضف تعقيب

اسعار العملات

0

دولار امريكي

0

دينار أردني

0

يورو

0

جنيه استرليني

مواقيت الصلاة

الفجر

05:07

الظهر

12:43

العصر

16:14

المغرب

18:57

العشاء

20:20