بعث الشيخ رائد صلاح من زنزانته في معتقل “شيكما” بمدينة عسقلان، بتعازيه إلى عائلة المرحوم محمد محمود أبو نجم من مدينة يافا، والذي طالته يد الغدر الأحد.

نقل التعزية المحامي عمر خمايسي، خلال زيارة قام بها، الخميس، إلى الشيخ رائد صلاح، وقال في حديث لـ “المدينة”: “الشيخ رائد صلاح تأثر كثيرا بمقتل المرحوم محمد أبو نجم، لكنه حرص أن يؤكد، برغم الألم والأحداث التي تعصف بمجتمعنا، علينا عدم اليأس والإحباط، بل علينا الإيمان بيقين وثقة أن الله تعالى سيبدّل هذا الحال إلى ما فيه الخير الكثير لشعبنا وأمتنا”.

وجاء في نص التعزية التي نقلها خمايسي عن الشيخ رائد صلاح: “المرحوم محمد أبو نجم له من اسمه نصيب، فقد كان نجما في سماء يافا، وفي سماء كل أرضنا المباركة، حيث عرفته عن قرب فكان نعم الشاب المؤمن والعابد، الصادق والمسؤول المعطاء في الإدارة والفطنة والسهر الطويل على أيتام وأرامل ومساكين وفقراء يافا، وعلى مقدساتها وأوقافها، وكان نعم الساعي إلى إرساء قيم السلم الأهلي والعفو والتصافح والتسامح بين كل أهلنا في يافا، وكان بسّاما لا تفارق وجهه ابتسامته الصافية والصادقة لكل الناس. ولذلك وجدت فيه نعم الأخ الذي لم تلده أمي، ونعم الركن الشديد عندما كانت تقع الشدائد على يافا، ونعم السند الساهر على حاضر ومستقبل كل الأجيال في يافا، رجالا ونساء، وإن قلت إنه كان العنوان الأول في يافا فلا أبالغ، فقد كان كذلك”.

واختتم الشيخ رائد صلاح بيان تعزيته وتأبينه بأبي نجم، قائلا: “اسأل الله تعالى أن يكرمه بمنزلة الشهداء مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك، ومن عميق قلبي أقدّم تحية التعزية والتصبير والتثبيت إلى زوجه وأسرته وكل ذريته بدون استثناء، وإلى كل أهلنا الكرام، فردا فردا في يافا المنكوبة هذه الأيام. ولا نقول إلا كما قال نبي الله يعقوب “… فصبر جميل والله المستعان…”، الله المستعان على كل كيد الكائدين والله أكبر من كيدهم، وإن كان بحجم الجبال. وأنا على يقين أن موجة العنف التي تعصف فينا الآن ليست أبدية، نعم هي مؤلمة، ولكن سنعود إن شاء الله، بيتنا واحدا وأسرة واحدة، فلا حقد ولا حسد ولا شحناء ولا بغضاء، رغم أنف شياطين الإنس والجن المعروفين والمختبئين في مكاتبهم المحكمة. والحمد لله رب العالمين على قضاء الله وقدره”.

يذكر أن الشيخ رائد صلاح، رهن السجون الإسرائيلية، على خلفية “ملف الثوابت” ويقضي محكومية من 17 شهرًا، وقد دخل السجن بتاريخ 16/8/2020.

الكلمات الدلالية :