كشف موقع Middle East Eye البريطاني، الجمعة، أن السعودية ألغت زيارة كان من المقرر أن يقوم بها رئيس المخابرات الإسرائيلية للمملكة الأسبوع الماضي، بعد الضجة التي رافقت تسريب وسائل إعلام إسرائيلية أنباء لقاء رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو وولي العهد الأمير محمد بن سلمان.

اللقاء السري الذي ضم أيضاً وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو انعقد على الأراضي السعودية في مدينة نيوم المطلة على البحر الأحمر في 22 نوفمبر/تشرين الثاني، وفقاً لمصادر إسرائيلية وأمريكية، مع نفي سعودي رسمي.

بحسب المصادر التي نقل عنها الموقع البريطاني، فإنه كان من المفترض أن يسافر يوسي كوهين، رئيس جهاز الموساد، الذي يؤدي دور حلقة الوصل مع الدول التي لا تربطها علاقات رسمية مع إسرائيل وينسق العلاقات معها، إلى الرياض، الأسبوع الماضي.

تباهي نتنياهو: من جانبه، كتب أليكس فيشمان، المحلل العسكري في صحيفة يديعوت أحرونوت الإسرائيلية، الجمعة، أن الرياض ألغت الزيارة لأن نتنياهو كشف عن لقائه مع ولي العهد محمد بن سلمان بعد أقل من 24 ساعة على حدوثه.

وعلق المحلل العسكري على هذا الخبر بالتأكيد على أن المملكة غاضبة من “تباهي” نتنياهو بهذا اللقاء.

وفي الوقت الذي نفى وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان آل سعود حدوث هذا اللقاء، مؤكداً أن “المسؤولين الوحيدين المشاركين في اللقاء كانوا أمريكيين وسعوديين”، فإن المحلل الإسرائيلي قال إن خبر اللقاء سُرِّب دون موافقة السعودية، وهو ما دفعها “لإنكاره بالكامل”.

على الصعيد الإسرائيلي، أشار فيشمان إلى أن نتنياهو “دأب في السنوات القليلة الماضية على خرق سياسة قيود الإعلان، التي خدمت إسرائيل في علاقاتها الخارجية السرية”، مؤكداً أن الهدف من ذلك هو فقط تحويل الإنجاز إلى “أداة سياسية لتمجيد رئيس الوزراء”.

نتنياهو كاذب: كان رئيس الاستخبارات العامة السعودية السابق تركي الفيصل، في وقت سابق الخميس، قد وصف رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بـ”الكاذب”، وذلك في حديث لشبكة CNN العربية.

ورداً على سؤال حول اللقاء، قال الفيصل: “المملكة نفت ذلك وأعتقد أن مصداقية المملكة يجب أن تكون أعلى بكثير من مصداقية شخص مثل نتنياهو، المتهم في بلاده بالكذب على الشعب الإسرائيلي، فكيف يصدقون شخصاً كاذباً؟”.

وعن التطبيع، قال إن “المملكة لها موقف ثابت، والملك سلمان ذكر في خطابه أمام مجلس الشورى أن فلسطين هي قضية المملكة الأولى، وأن السعودية ملتزمة بمبادرة السلام العربية”.

يشار إلى أن نتنياهو الذي لم يؤكد لقائه بولي العهد محمد بن سلمان، عاد لينفي الأنباء التي ترددت عن لقاء نيوم، تحت وقع الضغط الذي رافق الإنكار السعودي.

فخلال لقاء عبر تقنية الفيديو مع معهد هدسون الأمريكي للأبحاث، رد نتنياهو على سؤال عن حدوث الاجتماع بالقول: “لا تصدقوا كل ما تقرأونه في وسائل الإعلام”.

وكان وزير بالحكومة الإسرائيلية قد أكد الاثنين 30 نوفمبر/تشرين الثاني، ما قد تناولته وسائل الإعلام من أن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو قد سافر سراً الأحد إلى مدينة نيوم السعودية على البحر الأحمر لإجراء محادثات مع ولي العهد الأمير محمد بن سلمان ووزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو.