يعيش أكثر من 9.3 مليون سوري غارقين في الصراع والأزمة الاقتصادية الطاحنة، عُرضة لخطر الجوع المتزايد هذا الشتاء، مع تضاعف سعر الخبز المُدعَّم في الشهر الماضي، أكتوبر/تشرين الأول، وانخفاض وصول المساعدات الإنسانية بشكلٍ كبير إلى السوريين، حسب تقرير لوكالة Voice of America الأمريكية.

أسعار المواد الأساسية قياسية: تقرير الوكالة الذي نشر الأربعاء 25 نوفمبر/تشرين الثاني 2020، أوضح أن راميش راجاسنغام، القائم بأعمال منسِّق الشؤون الإنسانية بالأمم المتحدة، قال في اجتماعٍ لمجلس الأمن، الأربعاء، إن “أسعار المواد الأساسية وصلت إلى مستوياتٍ تاريخية”.

كما أضاف أن سعر الخبز المُدعَّم الذي تعتمد عليه الأسر الأضعف والأشد فقراً، تضاعَفَ الشهر الماضي، بينما انخفض وزن الحزمة بنسبة 15%.

في الشهر الماضي، قلَّلَت حكومة رئيس النظام السوري بشَّار الأسد أيضاً من كمية الخبز المُدعَّم التي يمكن للعائلات شراؤها. وكان سعر الخبز في السوق قد ارتفع بنسبة 26% بين شهري سبتمبر/أيلول وأكتوبر/تشرين الأول، فيما ارتفعت أسعار بعض الفواكه والخضراوات بنسبة 44%.

إذ قال راجاسنغام: “ما يعنيه هذا بكلِّ بساطة هو أن الناس صاروا بشكلٍ متزايد غير قادرين على إطعام أسرهم”.

ملايين السوريين دون طعام: وصل عدد السوريين الذين لا يستطيعون الحصول على طعامٍ مُغذٍّ وبأسعارٍ معقولة إلى أعلى مستوياته خلال الصراع الذي يمتد لما يقرب من عقدٍ كامل.

إذ قال راجاسنغام إن 1.4 مليون سوري يعانون من انعدام الأمن الغذائي اليوم مقارنةً بالعام الماضي، ونحو 9.3 مليون سوري يعانون من انعدام الأمن الغذائي الشديد. وقال إن هذا الرقم يُتوقَّع أن يرتفع.

تشهد سوريا تراجعاً اقتصادياً حاداً، إذ انخفضت قيمة الليرة السورية منذ العام الماضي مع ارتفاع التضخُّم.

بينما قالت الأمم المتحدة إن ثلث النازحين السوريين، البالغ عددهم 6.7 مليون شخص يفتقرون إلى المأوى المناسب، وإن الكثيرين ليس لديهم بطَّانيات كافية ووقود للتدفئة لتجاوز أشهر البرد والمطر. وتوقَّعت الأمم المتحدة أن 3 ملايين شخص سوف يحتاجون إلى المساعدة على هذا الصعيد.

ولا تدفئة: كما ارتفع سعر وقود الديزل، الذي يستخدمه الكثيرون لتدفئة منازلهم، بنسبة 21%.

فقد حذَّر راجاسنغام قائلاً: “مع تزايد برودة الطقس خلال الأسابيع المقبلة، ومع استمرار نقص الوقود، نتوقَّع أن يلجأ الناس إلى حرق أيِّ شيءٍ يمكنهم العثور عليه، مثلما كانوا يفعلون العام الماضي، في محاولة تدفئة أنفسهم وأطفالهم، ما يُعرِّضهم لخطر حرائق الخيام والتسمُّم بسبب الدخَّان”.

فيما تتزايد حالات الإصابة بفيروس كورونا المُستجَد، ما يضيف المزيد إلى بؤس السكان والمزيد من التحديات لنظام الرعاية الصحية الهش والمُنهَك.

بينما يتواصل إغلاق المعابر: بينما في الأشهر العشرة الماضية، فقدت الأمم المتحدة ثلاثة من المعابر الحدودية الأربعة التي استخدمتها لجلب المساعدات الإنسانية إلى سوريا من الدول المُجاوِرة.

كما أنه بسبب اعتراضات من روسيا والصين، نيابةً عن دمشق، في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، لم تُجدَّد التصاريح بهذه المعابر.

إذ قال فيليب كريديلكا، مندوب بلجيكا لدى الأمم المتحدة: “هذا أمرٌ يتحدَّى المنطق أن تختار بعض الدول الأعضاء في هذا المجلس تقييد وصول المساعدات الإنسانية في أوقات الحاجة الماسَّة، بدلاً من ضمان وصول هذه المساعدات، وإعطاء الأولوية لروايتها الخاصة على سلامة المدنيين السوريين، سواء كانوا رجالاً أو نساءً أو أطفالاً”. وتحتفظ بلجيكا وألمانيا بملف سوريا الإنساني في المجلس.

كما قال العاملون في المجال الإنساني إن حكومة النظام السوري تفضِّل أن تأتي جميع المساعدات من الداخل، لكن عمليات التسليم عبر الخطوط لم تكن كافية وتفتح الباب أمام التدخُّل.