القدس

القدس

الفجر

04:09

الظهر

11:44

العصر

15:14

المغرب

17:56

العشاء

19:19

دولار امريكي

يورو

دينار أردني

جنيه استرليني

دولار امريكي

0 $

دولار امريكي

0

يورو

0

دينار أردني

0

جنيه استرليني

0

القدس

الفجر

04:09

الظهر

11:44

العصر

15:14

المغرب

17:56

العشاء

19:19

هوّن عليك، فقد لاقى أكثر منك رسول الله ﷺ - بقلم: الشيخ كمال خطيب

الجمعة 25 سبتمبر 2020 08:24 م بتوقيت القدس

اسعار العملات

0

دولار امريكي

0

دينار أردني

0

يورو

0

جنيه استرليني

مواقيت الصلاة

الفجر

04:09

الظهر

11:44

العصر

15:14

المغرب

17:56

العشاء

19:19

الشيخ كمال خطيب
ما أكثر صنوف البلاء التي تنزل بنا في هذا الزمان، وهي التي تلازمنا من يوم أن نولد باكين إلى يوم أن نموت فيبكى علينا. والبلاء حالة تلازم المؤمنين والصادقين فلا يكاد ينجو منها أحد، وكيف يكون ذلك وقد ابتلى الله تعالى الأنبياء، حيث قال رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد سئل يا رسول الله: أي الناس أشد بلاء؟ قال: “الأنبياء ثم الأمثل فالأمثل، فيبتلى الرجل على حسب دينه، فإن كان دينه صلبًا اشتد بلاؤه وإن كان في دينه رقّة ابتلي على حسب دينه، فما يبرح البلاء بالعبد حتى يتركه يمشي على الأرض ما عليه خطيئة”.

والبلاء قد يصيب الواحد منا، وقد ينزل البلاء بالأمة كلها كما هو حاصل في زماننا، ولئلّا نقع في مستنقع اليأس والإحباط والقنوط إذا ما نزل بنا بلاء، فما أجمل أن نتذكر أن أي بلاء نزل بنا فقد نزل مثله وأكثر منه بحبيب الله وحبيبنا سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، فيهون هذا علينا البلاء والمصائب، وما أجمل ما قاله أبو العتاهية في هذا:
إصبِر لِكُلِّ مُصيبَةٍ وَتَجَلَّدِ وَاعلَم بِأَنَّ المَرءَ غَيرُ مُخَلَّدِ
أَوَما تَرى أَنَّ المَصائِبَ جَمَّةٌ وَتَرى المَنِيَّةَ لِلعِبادِ بِمَرصَدِ
مَن لَم يُصَب مِمَّن تَرى بِمُصيبَةٍ هَذا سَبيلٌ لَستَ فيهِ بِأَوحَدِ
وَإِذا ذَكَرتَ مُحَمَّداً وَمَصابَهُ فَاِذكُر مُصابَكَ بِالنَبِيِّ مُحَمَّدِ

فهل فقدت أحد والديك؟
فإذا كان الجواب نعم ولأجل ذلك فأنت حزين، فهّون عليك وتذكّر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد مات أبوه عبد الله وما يزال هو جنينًا في بطن أمه وقد كان عمر أبيه خمسًا وعشرين سنة، فولد صلى الله عليه وسلم دون أن يرى أباه الذي دفن في المدينة في طريق عودته من الشام، وماتت أمه وهو لم يزل ابن ست سنوات، ومتى وأين؟ يوم أخذته أمه لزيارة أخوال أبيه في المدينة وزيارة قبر أبيه عبد الله فمرضت في طريق العودة وماتت ودفنت بالأبواء بين مكة والمدينة.

هل فقدت شخصًا عزيزًا عليك؟
فإذا كان الجواب نعم وكلنا يحدث معه ذلك، فتذكر وهوّن عليك أن حبيبك محمد صلى الله عليه وسلم قد مات ودفن بيديه كل أبنائه القاسم وعبد الله وإبراهيم، وبناته زينب ورقية وأم كلثوم وزوجته خديجة، ولم يبق من عقبه إلا فاطمة رضي الله عنها والتي ماتت بعده بأشهر. وقد ورد في السيرة أنه وفي اليوم الذي توفي فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم “ولمّا ارتفع الضحى، دعا النبي صلى الله عليه وسلم فاطمة فسارّها بشيء فبكت ثم دعاها فسارّها بشيء فضحكت. قالت عائشة: فسألنا عن ذلك، أي فيما بعد، فقالت أي فاطمة: سارّني النبي صلى الله عليه وسلم أنه يُقبض في وجعه الذي توفي فيه فبكيت، ثم سارّني فأخبرني أني أول أهله يتبعه فضحكت”. وقد بشّر النبي صلى الله عليه وسلم فاطمة بأنها سيدة نساء العالمين.

هل طُلّقت إحدى بناتك؟
وإذا كان الجواب نعم ويحدث هذا مع كثيرين منا، فلا يثقل عليك الهمّ والجزع وتظن أنك وحدك قد نزل بك هذا البلاء، كيف ولماذا؟ فيهوّن عليك وتذكر أن هذا حصل مع رسول الله صلى الله عليه وسلم والذي كانت ابنتاه رقية وأم كلثوم رضي الله عنهما قد تزوّجتا من ابني عمهما أبي لهب عتبة وعتيبة قبل بعثته صلى الله عليه وسلم، فلما كانت البعثة وكان موقف أبي لهب السافر وزوجته أم جميل من ابن أخيه، كيدًا وحقدًا وقد أمر ابنيه بتطليقهما فطلّقاهما وقد أبدلهما الله خيرًا منهما، فتزوج عثمان بن عفان رقية ماتت وهي بنت 27 سنة، ثم تزوج اختها أم كلثوم فسمٍي بذلك ذا النورين رضي الله عنه عنهما.

هل اتّهمت في عرضك؟
فإذا كان الجواب نعم ولعلّ هذا البلاء يصيب كثيرين في زمن قلة الدين وإطلاق الألسن وسهولة أن ينقل الناس الإشاعات من غير تبيّن، ويقعوا في الأعراض، وسلقوا بألسنة حداد الطاهرات العفيفات والأطهار الشرفاء. فهوّن عليك وتذكّر أن ألسنًا قد طالت رسول الله صلى الله عليه وسلم ونالت من عرضه الشريف لمّا اتهموا الطاهرة الشريفة عائشة رضي الله عنها زوج رسول الله صلى الله عليه وسلم وبنت أحب الخلق على رسول الله، إنه أبو بكر الصديق رضي الله عنه.
شهر كامل وألسن السوء من المنافقين تلوك عرض رسول الله صلى الله عليه وسلم، وعائشة رضي الله عنها قد جفّ دمعها من كثرة البكاء وهي تردد وتقول {فَصَبْرٌ جَمِيلٌ وَاللَّهُ الْمُسْتَعَانُ عَلَىٰ مَا تَصِفُونَ} آية 18 سورة يوسف. حتى نزلت الآيات من السماء تبرئها {إِنَّ الَّذِينَ جَاءُوا بِالْإِفْكِ عُصْبَةٌ مِّنكُمْ لَا تَحْسَبُوهُ شَرًّا لَّكُم ۖ بَلْ هُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ} آية 11 سورة النور. إنها عشر آيات في سورة النور تنشر براءة عائشة في قرآن يتلى.

هل انت مديون؟
فإذا كان الجواب نعم ولأن الدَّين همّ ثقيل فلست وحدك تعيش هذا الهمّ حتى يفرج. وليس الذين مثلك هُم أنا وغيري من الناس، وإنما هو رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي كانت درعه مرهونة عند يهودي مقابل ثلاثين صاعًا من الشعير ابتاعها منه صلى الله عليه وسلم حتى يسدد له دينه، وهو الذي كان يعرف ويشعر بهمّ الدّين وثقله، فكان يدعو وعلّمنا إذا كان أحدنا مديونًا أن يقول: “اللهم إني أعوذ بك من الهمّ والحزن، وأعوذ بك من العجز والكسل، وأعوذ بك من الجبن والبخل وأعوذ بك من غلبة الدّين وقهر الرجال”.
إنه صلى الله عليه وسلم كما تقول زوجه صلى الله عليه وسلم أنه كان يمرّ على بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم الشهر والشهران ولم توقد فيه نار أي نار للطبخ وصناعة طعام لأنه لم يكن في البيت ما يطبخ. فلأن الدّين ثقيل وهمّ كبير فليس المطلوب أن تواسي نفسك بما كان عليه من هو خير مني ومنك صلى الله عليه وسلم، ولكن علينا كذلك بالأخذ والعمل وفق سنته وسيرة حياته صلى الله عليه وسلم بالوسطية في استعمال ما لدينا من مال، فلا بخل ولكن لا إسراف ولا تبذير، وألّا نسعى وراء الكماليات وأن نتمثل قول عمر رضي الله عنه: “أكلما اشتهيت اشتريت؟”. وقول أبو بكر رضي الله عنه: “إني لأبغض أهل بيت ينفقوا رزق أيام في يوم واحد”.

هل هُجّرت من بلدك ووطنك؟
فإذا كان الجواب نعم، ولعلّ شعبنا الفلسطيني أكثر من عانى من شعوب الأرض من التهجير من وطنه والإقامة في الخيام والشتات وما يزال. وها هو الشعب السوري الشقيق يعاني من التهجير والطرد من بيوته ووطنه ليعيش أبناؤه لاجئين مشردين في أرجاء الدنيا. ومثل الشعب الفلسطيني والسوري فإنهم مسلمون كثيرون يعانون بسبب ظلم ذوي القربى كما الحال في ليبيا واليمن والعراق ومصر أو بفعل ظلم الأعداء كحال إخواننا المسلمين الروهينجا والإيغور وقد سبقهم الشيشان والبشناق وغيرهم.
فلا تحزن أيها اللاجئ والمشرد وهوّن عليك ولا تبتئس، فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد هاجر وترك البيت والأرض والأهل ونظر إلى مكة باكيًا يوم أن غادرها وقال: “والله إنك لأحب بلاد الله إليّ، ولولا أن أهلك أخرجوني منك ما خرجت”. وهذا أبو بكر وقد تغيّر عليه مناخ المدينة فمرض بالحمى حتى أنه كان يقول:
كل امرئ مصبح في أهله والموت أدنى من شراك نعله
أي كأنه يتصور في نفسه أنه سيموت بين لحظة وأخرى من شدة المرض بعد مسيرة الهجرة وتعبها. بل إنه رسول الله صلى الله عليه وسلم كما تقول عائشة: فجئت رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخبرته أي عن حال أبي بكر وبلال والحمّى التي أصابتهما فقال: “اللهم العن شيبة ابن ربيعة وعتبة ابن ربيعة وأمية بن خلف كما أخرجونا من أرضنا إلى أرض الوباء”.
اللهم العن بشار والعن السيسي والعن الإحتلال الإسرائيلي وكل الطواغيت الذين شرّدوا أهلنا وشعبنا.

هل جُرحت يومًا في سبيل الله، بل هل تعرضت لمحاولة قتل واغتيال؟
يمكن أن يكون الجواب نعم، ولكن حال كثيرين منا أننا لم نجرح ولم يسل لنا دم ولم نتعرض لمحاولة قتل أو اغتيال بسبب هويتنا وعقيدتنا، لكن ماذا عسانا أن نقول وكيف لا نواسي أنفسنا ونعزّي أنفسنا إذا حصل لنا مثل ما حصل لرسول الله صلى الله عليه وسلم الذي سال دمه الشريف من رأسه الطاهر يوم ذهب إلى الطائف، فرماه صبيانها بالحجارة وغطّى الدم وجهه وسال دمه يوم أحد كما ورد في الحديث الصحيح أنه صلى الله عليه وسلم كسرت رباعيته -أسنانه- وشجّ رأسه الطاهر فجعل يسلت الدم عنه ويقول: “كيف يفلح قوم شجّوا وجه نبيهم وكسروا رباعيته وهو يدعوهم إلى الله”. وفي حديث آخر قال: “اشتد غضب الله على قوم دمّوا وجه رسوله” ثم مكث ساعة فقال: “اللهم اغفر لقومي فإنهم يعلمون”.
وليس أنه قد جرح صلى الله عليه وسلم بل إنه تعرض لأكثر من مرة لمحاولة قتل كان أشهرها ليلة الهجرة {وَإِذْ يَمْكُرُ بِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِيُثْبِتُوكَ أَوْ يَقْتُلُوكَ أَوْ يُخْرِجُوكَ وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ} آية 30 سورة الأنفال. وحاول كذلك عمير بن وهب المعروف بشيطان قريش لمّا كان مهمومًا بعد معركة بدر لأن ابنه وقع أسيرًا بيد المسلمين، فحرّضه صفوان بن أمية أن يذهب للمدينة لقتل رسول الله صلى الله عليه وسلم وأن أهله في كفالة صفوان لينفق عليهم، فخرج وقد سمّم سيفه لولا أن كانت المعجزة النبوية المباركة، أنه لمّا دخل على رسول الله ومعه عمر وصحابة آخرون خوفًا على رسول الله من مكره، فلمّا كذب عن سبب مجيئه بأنه جاء يطالب بفك أسر ابنه، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم “بل قعدت أنت وصفوان بن أمية في الحجر فذكرتما أصحاب القليب من قريش ثم قلت لولا دين عليّ وعيال عندي لخرجت حتى أقتل محمدًا فتحمل صفوان بدينك وعيالك على أن تقتلني والله حائل بيني وبينك”. فكان هذا سبب إسلامه وعودته إلى مكة وقد أسلم على يديه ناس كثيرون رضي الله عنه. وحدث كذلك في المدينة لمّا حاول يهود بني النضير اغتياله وقتله بحجر تلقى على رأسه وهو جالس إلى جانب جدار، فنزل جبريل يخبره خبرهم فهمّ مسرعًا صلى الله عليه وسلم، وكان هذا سببًا في إخراج بني النضير من المدينة بسبب غدرهم ونقضهم العهود والمواثيق. وكانت المحاولة الأخرى بدس السمّ له في لحم الشاة، فعلتها امرأة يهودية لولا أن الله سلّم وأن الله أنطق كتف الشاة لتحذر رسول الله صلى الله عليه وسلم.

وهل وهل وهل؟؟
كثيرة هي الأسئلة التي يمكننا أن نسأل أنفسنا ونحن نصارع ونكابد هموم الحياة وأحزانها وتقلّباتها، لنجد أنفسنا أن من هو خير منّا قد لقي الذي لاقينا، إنه رسول الله صلى الله عليه وسلم، فيهوّن هذا علينا ويخفف عنا أحزاننا وأوجاعنا. فهل أنت قد اتهمت بشيء لم تفعله أو أنه ليس فيك، فإذا كان الجواب نعم فهوّن عليك لأن مثلك رسول الله صلى الله عليه وسلم فقد اتهم بالجنون {وَقَالُوا يَا أَيُّهَا الَّذِي نُزِّلَ عَلَيْهِ الذِّكْرُ إِنَّكَ لَمَجْنُونٌ} آية 6 سورة الحجر. واتهم صلى الله عليه وسلم بالسحر والكذب {وَعَجِبُوا أَن جَاءَهُم مُّنذِرٌ مِّنْهُمْ، وَقَالَ الْكَافِرُونَ هَٰذَا سَاحِرٌ كَذَّابٌ} آية 4 سورة ص.
وهل تعرضت لإهانة وتحقير وازدراء، فإذا كان الجواب نعم فهوّن عليك وواسِ نفسك أنه أشرف الخلق وسيّد ولد بني آدم صلى الله عليه وسلم قد طرح على رأسه رحم الشاة أي الدماء التي تسيل بعد الولادة من الشاة. وأنه صلى الله عليه وسلم قد ألقوا على رأسه وهو ساجد يصلي عند الكعبة سلاجزور “كرش” فجعل الكفار يتمايلون ضحكًا ومرحًا وبطرًا لحال رسول الله صلى الله عليه وسلم. وأن عقبة بن معيط جلس مرة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فتفل في وجهه الشريف.

والأخطر من كل ذلك هل تعاني من الخذلان؟
ونحن في أوج مشاهد الخذلان التي نجدها ونراها في قطيع المطبّعين من حكام الإمارات والبحرين ومن سيلحق بهم وقد وصل إلى درجة أن تصبح إسرائيل بالنسبة لهم الجارة بل الشقيقة، بينما شعبنا الفلسطيني هو العدو والخائن، ووصل بهم الأمر إلى حد أن يتآمروا على المسجد الأقصى المبارك ووحدانية حقنا فيه، ووصل الأمر إلى حد الكشف عن علاقات سرية امتدت عشرات السنين والتوقيع على اتفاقيات عسكرية واقتصادية وثقافية كأنها بين دول لها علاقات منذ سنين وليس عمرها بضعة أسابيع.
فإذا شعرت بالخجلان كفرد وإذا شعر شعبنا ومعنا شعوبنا الخيّرة بألم الطعنة ومرارة الغدر ومحاولة التيئيس والإحباط، يحاول أن يوصلنا إليها معسكر وتحالف منافقي الخليج الإسرائيلي ويهود إسرائيل وكفار أمريكا، فإن علينا أن نعود بالذاكرة ونقلّب صفحات التاريخ بل آيات القرآن الكريم لنجد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد عاش ظروف الخذلان هذه خلال إقامة تحالف المنافقين وكفار قريش ويهود المدينة بني النضير وبني قريظة يوم أن حاصروا المدينة المنورة في خطة كانت تهدف إلى أن تكون هي ضربة قاضية لاستئصال الإسلام.
فبينما المسلمون يواجهون أمامهم جيشًا عرمرمًا من كفار قريش وخلفهم داخل المدينة يهود بني النضير وقد منعوا عنهم الطعام، وقد وصل الأمر إلى حد قول الله تعالى {وَإِذْ زَاغَتِ الْأَبْصَارُ وَبَلَغَتِ الْقُلُوبُ الْحَنَاجِرَ وَتَظُنُّونَ بِاللَّهِ الظُّنُونَا، هُنَالِكَ ابْتُلِيَ الْمُؤْمِنُونَ وَزُلْزِلُوا زِلْزَالًا شَدِيدًا} آية 10-11 سورة الأحزاب. وإذا بالمنافقين يصبّون الزيت على النار في حملة تثبيط وتيئيس ويقولون أن محمدًا وعدنا بكنوز كسرى وها نحن لا نأمن على أنفسنا أن نذهب لقضاء الحاجة، وبعضهم انسحب من مواقعه بدعوى الذهاب للدفاع عن بيته لأنه مكشوف أمام الأعداء، وقد فضح الله مواقفهم لمّا قال سبحانه {وَإِذْ يَقُولُ الْمُنَافِقُونَ وَالَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ مَّا وَعَدَنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ إِلاَّ غُرُوراً، وَإِذْ قَالَتْ طَائِفَةٌ مِنْهُمْ يَا أَهْلَ يَثْرِبَ لا مُقَامَ لَكُمْ فَارْجِعُوا وَيَسْتَأْذِنُ فَرِيقٌ مِنْهُمُ النَّبِيَّ يَقُولُونَ إِنَّ بُيُوتَنَا عَوْرَةٌ وَمَا هِيَ بِعَوْرَةٍ إِنْ يُرِيدُونَ إِلا فِرَارًا} اية 12 – 13 سورة الأحزاب.
إن أسلوب الخذلان والتثبيط هو ديدنهم، فهم الذين يلوّحون بقطع المساعدات عن شعبنا الفلسطيني من أجل أن يخضع لإملاءاتهم، بل إنهم يمنّون علينا بما قدموه، بل إنهم يستخدمون الأموال لشراء الذمم للعبث في الصف الداخلي، تمامًا كما فعلوا يومها {هُمُ الَّذِينَ يَقُولُونَ لَا تُنفِقُوا عَلَىٰ مَنْ عِندَ رَسُولِ اللَّهِ حَتَّىٰ يَنفَضُّوا، وَلِلَّهِ خَزَائِنُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَلَٰكِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَا يَفْقَهُونَ} آية 7 سورة المنافقون.
لكن في الوقت الذي توجهت فيه سهام الغدر للعبث في الصف الإسلامي {مَّا وَعَدَنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ إِلاَّ غُرُوراً} فإن هذه السهام قد وجدت صدورًا عامرة بالإيمان، فلم تستطع اختراقها أبدًا {وَلَمَّا رَأَى الْمُؤْمِنُونَ الْأَحْزَابَ قَالُوا هَٰذَا مَا وَعَدَنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَصَدَقَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَمَا زَادَهُمْ إِلَّا إِيمَانًا وَتَسْلِيمًا} آية 22 سورة الأحزاب.
ليس هذا فحسب بل إنه وفي أوج المحنة ومحاولة التثبيط والوقوع في فخ الهزيمة المعنوية كان الرسول صلى الله عليه وسلم وهو يحفر الخندق وقد اعترضته صخرة فكبّر وقال “الله أكبر إني أعطيت مفاتيح الشام، الله أكبر أعطيت فارس، الله أكبر أعطيت مفاتيح اليمن، والله إني لأبصر أبواب صنعاء من مكاني”.
فيا من تواجهون طوابير المخذّلين والمنافقين الذين يريدون أن يفتّوا من عزيمتكم. يا من ترون طوابير من أصبح يغني لتل أبيب ويهتف باسم نتنياهو ويبارك في إسرائيل إياكم والشعور بالخذلان، بل كونوا على ثقة ويقين بالمستقبل والفرج القريب بإذن الله على هدي رسولكم صلى الله عليه وسلم الذي كان يعظم تفاؤله مع تعاظم الكرب والبلاء. فما أجمل ولا أعظم من أنه إذا نزل بنا بلاء أيًا كان، فلنتذكر أن مثله نزل برسول الله صلى الله عليه وسلم ليهون بعدها كل صعب بإذن الله. فيا أيها الذين آمنوا اصبروا وصابروا ورابطوا واتقوا الله الذي لا يخلف، واعلموا أن كيد الكافرين كان ضعيفًا وأن المنافقين والمطبّعين هم الرخص بعينه، وأن موقعهم ليس إلا في مزابل التاريخ.
نحن إلى الفرج أقرب فأبشروا.
رحم الله قارئًا دعا لي ولوالدي ولوالديه بالمغفرة
والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون


الكلمات الدلالية :


اضف تعقيب

اسعار العملات

0

دولار امريكي

0

دينار أردني

0

يورو

0

جنيه استرليني

مواقيت الصلاة

الفجر

04:09

الظهر

11:44

العصر

15:14

المغرب

17:56

العشاء

19:19