أعلمت أشرف أو أجَلّ من الذي
يبني ويُنشئُ أنفساً وعقولا

معلوم لجميع الناس أننا نمر بفترة صعبة وحرجة مع انتشار وباء الكورونا فجاءت خطة التعليم عن بعد كبديل لنا جميعا كمعلمين لنقل المواد التدريسية لطلابنا في مراحلهم المختلفة فأحببت أن أنقل بعض الومضات الهامة الى زملائي المدرسين:

أولا: أمانة أداء الرسالة التعليمية حتى وإن كانت عن بعد
مما يحتم على كل مدرس الاستعانة بخطط تدريسية ابتكارية وإبداعية خارج الصندوق ..
تعليم فيه مرونة وليس جامدا باستخدام بدائل غير التعليم النمطي الذي اعتدنا عليه.. في التواصل مع الطلاب بكل وسيلة متاحة وفي أي وقت يناسبهم لتحصل الفائدة التربوية والتعليمية المرجوة..

ثانيا: مع مكوث الأبناء في البيت قد يواجهون خطر الانزلاق والإنجراف خلف مواضيع بعيدة كل البعد عن التعليم وخاصة وجود عالم من الفيروسات المدمرة غير الكورونا في متناول أيديهم مثل موقع "تك توك" وغيرها (من المواقع التي لا يدري بها معظم الأهالي بل وليس لهم معرفة بها وبكنهها ومضمونها ومنها الذي ينسف الأخلاق )والتي قد تودي بالأبناء الى الانحراف والانفتاح على عوالم مغايرة خطرة تستحوذ عليهم فنفقد أبناءنا وتضيع البوصلة من بين أيدينا دون أن نشعر ..

ثالثاً: على المدرس مراعاة ظروف الأهل (الأباء والأمهات) فمعظم الامهات اليوم عاملات ناهيك عن عمل الأباء وهذا ليس بالأمر الهين وخاصة عندما يُترك الأبن وحده في البيت وعليه واجب النهوض باكراً والتواصل عبر "الزوم" أو "كلاسروم" أو أي وسيلة تواصل مع المعلم.. (ونتساءل: هل حقاً أدى ذلك الإبن جميع الحصص التعليمية في ذلك اليوم؟ ) هذا وعلى المعلم تفهم هذا الأمر والابتعاد عن إرهاق الطالب بمواد تعليمية ومهمات ربما لا يقوى الطالب على إنجاز جزء بسيط منها ..
ويجدر بالمعلم التواصل مع الاهل إن تسنى له ذلك ..

رابعاً : تحكيم الضمير:
معظمنا عندنا أبناء فكما أني لا أرضى أن يكون تقصير في حق ابني في الحصول على حقه التعليمي فمن الواجب اعتبار كل طالب أي كان له حقه في الحصول على حقه التعليمي وأحكم ضميري ودوري المهني كمدرس في أداء واجبي بكامل الرحمة والمسؤولية..

خامساً: المدرس يتقاضى أجره مقابل عمله ..
فكيف بمن بعلم من عند نفسه أنه لم يؤد عمله المطلوب ولم يوف حق الطالب وتعمد التقصير والغش .. ولم ينقل أي مادة تعليمية في هذه المرحلة(التعليم عن بعد)
فكيف يرضى لنفسه أن يتقاضى مالاً حراماً؟

ختاماً فإن الله تعالى لن يسأل أحداً فوق وسعه وطاقته (لا يكلف الله نفساً إلا وسعها) وبالمقابل فلنضع أمام أعيننا أن الله تعالى يراقبنا وسيحاسبنا على كل تقصير مقصود قد صدر منا وفيه خيانة للأمانة ...

نسأل الله تعالى أن نتجاوز هذه المحنة ونحن وجميع أبنائنا بأحسن حال وأن يرفع عنا هذا الوباء وأن ينعم علينا بالأمن والأمان والعافية والرخاء....

الكلمات الدلالية :