أيام قليلة تفصلنا عن إفتتاح العام الدراسي الجديد تحت ظل أوضاع معيشية صعبة وظروف إجتماعية قاسية نوعًا ما، وتحت وطأة إستمرار شبح جائحة الكورونا، وبعد تجربة التعلُّم عن بعد التي أثبتت فشلها لعدة أسباب أهمها سوء الإدارة وعدم المسؤولية والإستهتار الناجم من بعض الهيئات التعليمية المحلية المتمثلة ببعض المدراء وبعض من المعلمين ( المرضي عنهم).

من المفهوم ضمنًا أن هناك حالة إستعداد روتينية من قبل الأهالي إتجاه أبنائهم لتوفير لهم الحاجيات والإحتياجات الأساسية التي تضمن وتوفر لهم كافة وسائل النجاح والتفوق ، وكذلك الأمر ينطبق على مرافق وأجهزة السلطة المحلية المخولة بتوفير وسائل الأمان وتهيئة المباني والصفوف والمناخ التعليمي المناسب والمريح ،ولنا ثقة بهذه السلطة والعاملين فيها لتوفير هذه الظروف ، والإمكانات اللوجيستية ، لكن يبقى السؤال المُكرر والمُلّح، وأسأل هذا السؤال بحكم قربي من تفاصيل ما يجري بأروقة المدارس وخلف كواليسها المظلمة ، هل يجب الإستمرار بهذه الكوادر التعليمية الحالية التي أثبت قسم منه فشله والقسم الآخر القادم بقوة من خلف حصون ( الواسطة والمحسوبية) وأشير إلى فساد جهاز التربية والتعليم في الوسط العربي وممثليه من المفتشين وأذنابهم ؟؟.
وهذا يؤكده ويُدعمه المعطيات والمؤشرات الرسمية في الوسط العربي إلى تُشير إلى تندي مستوى  التعليم والتحصيل بشكل ملحوظ ، بإستثناء ذات القرى المعروفة بثباتها ومحافظتها على التقدم  في الطليعة .

أعتقد إعتقادًا راسخًا أننا بحاجة ماسة في هذا البلد لقلب الطاولة، وإحداث ثورة ونهضة تعليمية حقيقية تبدأ بإنشاء وبناء قسم معارف يملك إستراتيجية ورؤية مستقبلية وخطط عملية خاضعة لجدول زمني قريب وبعيد المدى ، وتحديد للأهداف،يكون خاضع للرقابة المباشرة وللمسائلة والمكاشفة والمحاسبة عن النتائج والإخفاقات الإنجازات أمام السلطة المحلية وأمام الأهالي، وكشف المعطيات الرسمية السنوية دون محاولات التضليل  والتزييف وإخفاء الحقائق كما هو الحال في بعض المدارس الآيلة للسقوط.

حتى نتمكن من بلورة هذه الفكرة وإنجاح مقاصدها وتدعيم أسسها ومبادئها،لا بد من تهيئة كوادر وهيئات تدريسية وتربوية تُلائم وتناسب هذا التوجه وتطلعاته ، وهنا أشير على إفتقادنا وليس ( إفتقارنا) للقامات والخامات التي ركلناها خارج البلد بفعل تعسف وإقصاء بعض المدراء والمفتشين الفاسدين ، ومرضى النفوس الذين يعتقدون أن كرسيهم ملك خاص يتوجب الدفاع عنه بكل الطرق والأساليب المشروعة والغير مشروعة ، حتى بات هذا الجهاز خالٍ من أي ظوابط مهنية ومن اي دوافع أخلاقية ، والأمثلة كثيرة والضحايا أكثر ، فالمدارس باتت حلبة لتصفيات الحسابات الشخصية الداعية للإنتقام ، والتي كلها تصب في خانة واحدة وهي  ضرب المصلحة العليا والمقدسة للطالب لنيل أدنى حقوقه من هذا الصرح .
إن أحد أعمدة نجاح الثورة والنهضة التعليمية ، وأحد شروطها هو إحداث عملية غربلة حقيقية ، لا تكترث للمؤثرات الخارجية الفاسدة، ولا للأصابع الخفية التي مازالت تدعم الفاشلين وتُفشل الناجحين ، وتعبث بمصائر ومستقبل أجيال متعاقبة .

كلمتي الختامية أوجهها بشكل خاص ومباشر للأهالي وهي ، لا يشفع لكم توفير كل شيء  لأبنكم إن لم تواكبوا مسيرته التعليمية وأدق تفاصيلها، والإصرار على معرفة كل ما يحدث في المدارس ، وعدم السكوت عن التجاوزات من قِبَل ( المؤتمنين) على مستقبل إبنك ، والتواصل المباشر مع الجهات المنتخبة كلجان أولياء أمور طلاب أو ممثلي جمهور.

مهند نواطحة،،
الرينة،،

الكلمات الدلالية :