القدس

القدس

الفجر

04:36

الظهر

12:38

العصر

16:16

المغرب

19:13

العشاء

20:40

دولار امريكي

يورو

دينار أردني

جنيه استرليني

دولار امريكي

0 $

دولار امريكي

0

يورو

0

دينار أردني

0

جنيه استرليني

0

القدس

الفجر

04:36

الظهر

12:38

العصر

16:16

المغرب

19:13

العشاء

20:40

محمد بن سلمان ومحمد بن عبد المعطي - بقلم: الشيخ كمال خطيب

الجمعة 08 مايو 2020 09:00 م بتوقيت القدس

اسعار العملات

0

دولار امريكي

0

دينار أردني

0

يورو

0

جنيه استرليني

مواقيت الصلاة

الفجر

04:36

الظهر

12:38

العصر

16:16

المغرب

19:13

العشاء

20:40

الشيخ كمال خطيب
هي قصة الحظ المتعثر والطبيب الفاشل التي اجتمعت على شيخ الأزهر قبل 200 سنة يذكرها في تاريخه المؤرخ “الجبرتي”، فيقول: “ذهب الشيخ محمد عبد المعطي بن أحمد الحريري مفتي الديار المصرية ليصلح بين قوم متخاصمين، فلمّا ذهب إلى بولاق وأراد النزول في السفينة اعتمد على بعض الواقفين فعثرت رجله، فقبض ذلك الرجل على معصمه فانكسر عظمه لنحافة جسمه، فعادوا به إلى داره وأحضروا له من عالجه حتى برئ بعد شهور وفرحوا بعافيته، ودعاه بعض أحبابه بناحية “قناطر السّباع” فركب وذهب إليه وكانت أول ركباته بعد بُرئه، فلمّا طلع إلى المجلس وأراد الصعود إلى مرتبة الجلوس زلقت رجله فانكسر عظم ساقه فتكدّر الحاضرون وحملوه وذهبوا به إلى داره وأحضروا له المعالج، فلم يحسن المعالجة وتألم ألمًا كثيرًا واستمر ملازمًا للفراش نحو سبع سنوات”.

إن مثل محمد عبد المعطي الذي اجتمع عليه كسر ثم كسر ثم جهالة طبيب، كمثل محمد بن سلمان الذي اجتمع عليه رعونته وطيشه وسفاهة مستشاريه، وإذا بها سياساته في اليمن تفشل وقد كلف خزينة الدولة مليارات كثيرة، وقبلها دعمه لنظام السيسي استمرارًا لمَا بدأ به عمه عبد الله بضخ قريبًا من 40 مليار دولار دعمًا للانقلاب، وأضيفت إليها استمرار عملية حلْب ترامب له وقد كانت الدفعة الأولى في ربيع 2017 وقد قدرت بـ 450 مليار دولار. واستمر النحس يلاحقه، فكانت جائحة كورونا وتعطل مدخولات نظامه من عائدات الحج والعمرة حيث هي المصدر الثاني من مصادر الدخل، وكانت الطامة الكبرى بتهاوي أسعار النفط إلى حد لم يسبق له مثيل. واجتمع إلى هذه الصفعات صفعة الحوثي في اليمن، بقصف الرياض العاصمة وتدمير مرافق هامة من مرافق شركة أميكو للطاقة وانعدام أي أفق لتحقيق حلمه بإقامة مدينة “نيوم” لتكون هى “لاس فيغاس” الخليج، ثم الغضب الشعبي العارم عليه في ظل سجنه واعتقاله للعلماء والدعاة والمصلحين مقابل إطلاق يد الفاسدين من أعضاء لجنة الترفيه التي راحت تصادم مشاعر ومعتقدات شعب بلاد الحرمين عبر فتح الملاهي ودور السينما وإقامة حفلات يدعى إليها حثالات المغنين والراقصين والراقصات والمصارعين، وإطلاق المجال للتبرج والسفور. كل هذا دون أن يغيب عن بال أحد جريمته بقتل وتقطيع جثمان ابن البلد جمال خاشقجي، ثم أتبع ذلك قبل أسبوعين بقتل مواطنه عبد الرحيم الحويطي، ثم الموت بفعل الإهمال الطبي المتعمد لرجل الإصلاح وأحد كبار عقلاء المملكة الدكتور عبد الله الحامد والذي مات في سجنه دون أن تقدم له العلاجات المطلوبة بعد جلطة أصابته.

إنه ولسوء حظ محمد بن سلمان بأشد من سوء محمد عبد المعطي فإنه وبينما هو يترنح للسقوط عندما همّ بركوب القارب فأمسك به الرجل ليمنعه من السقوط فكسرت يده، فهذا حال ابن سلمان الذي لمّا رآه محمد بن زايد وهو يترنح، فليس أنه قد أنقذه وإنما هو الذي أوقعه في متاعب ومشاكل وأزمات زادت وتزيد كل يوم من حالة التردي التي يعيشها ابن سلمان.

لقد مرّت على محمد عبد المعطي عدة أشهر قاسية كان يظن أنه بعدها ستصبح من الماضي وما كان يعلم أن بانتظاره آلام شديدة أشد وأصعب ستستمر سبع سنوات. وإذا كان محمد بن سلمان يظن أنه سيتجاوز هذه المرحلة الصعبة لتصبح من الماضي، فإن كل العقلاء والمراقبين يجزمون أن محمد بن سلمان تزداد أزماته وتتعمق مشاكله وإن ما لم ينجح به طبيب محمد عبد المعطي فإنه لم ينجح به بمدينة الأحلام “نيوم” ولا الاقتراض من صندوق النقد ولا استمرار الانبطاح أمام ترامب، وسيزيد طينه بلّة وجرحه نزيفًا إذا ظنّ أن الخلاص من كل هذا بالتطبيع والهرولة وإقامة العلاقات مع إسرائيل فإنه بذلك سيكون حاله “كمن يهرب من تحت الدلف لتحت المزراب”.

وها هو وزير المالية السعودي يبشّر شعبه بإجراءات صارمة وقاسية سيتم التعامل بها لمواجهة الأزمة الاقتصادية التي تمر بها السعودية، وأن السعودية ستقترض 220 مليار دولار لتغطية عجز الميزانية لهذه السنة، وأنه لأجل ذلك فإن الشعب هو من سيدفع الثمن، ولغبائه وغباء سيده، فإن هذا سيكون من أسباب وعوامل زيادة الغضب على محمد بن سلمان الذي بدّد أموال الشعب في شراء اللوحات والقصور واليخوت وصرف أكثر منها في دعم قاتلي الشعوب أمثال السيسي وحفتر.
إنه الحظ المعثّر لمحمد بن سلمان وإنها السياسات الرعناء التي ستجعله يقترب أكثر وأكثر إلى حتفه ونهاية ملكه بإذن الله رب العالمين.

# إذا كثر الظلم قلّت البركة
لا ينتطح عنزان ولا يجادل عاقلان في أن البشرية تشهد انتشار الظلم والجور بما لا يقارن به انتشار جائحة الكورونا. وإذا كان عمر جائحة الكورونا لم يتجاوز خمسة أشهر فإن جائحة الظلم متأصلة ومتجذرة في الإنسانية وأنها تمارس وتظهر أعراضها في كل المعمورة وهي عابرة للجنس واللون والدين والعرق، دون أن ينكر عاقل ولا منصف أن أكثر الظلم اليوم فإنه يقع علينا نحن المسلمين إما بفعل مباشر من أعدائنا لنا كما يحصل من الهندوس ضد المسلمين أو من البوذيين في ميانمار ضد الروهينغا المسلمين أو من الصينيين ضد الايغور المسلمين أو ما يحصل من الإسرائيليين ضد شعبنا الفلسطيني أو أنه يقع علينا من عملاء الأعداء ممن هم من بني جلدتنا مثلما يمارس ذلك السيسي الانقلابي بحق المصريين وبما يمارسه بشار الدموي بحق السوريين وبما يمارسه حفتر ضد الليبيين والأمثلة كثيرة.

وفي موازاة هذا الظلم فإنها ظروف اقتصادية تعيشها الأمم والشعوب في أكثر دول العالم ليأتي كورونا ويجعل شعوب الدول الغنية تشعر بها وتتلظى بنارها من مظاهر البطالة التي راحت تتفشى، وارتفاع التضخم وكساد الأسواق مما يذكر بكساد عالمي رهيب يشبهه أهل الاختصاص بالكساد القاسي الذي ضرب المعمورة في عشرينيات القرن الماضي بعد الحرب العالمية الأولى.

يقول وهب بن منبه: “إذا همّ الوالي بالجور أو عمل به دخل النقص على أهل مملكته، وقلّت البركات في التجارات والزراعات والضروع والمواشي، ودخل المحقُ في ذلك وأدخل الله عليه الذلّ في ذاته وفي ملكه”.

إنه سبحانه وتعالى يمهل الظالم ويملي له، وأنه قد يتجاوز عن عثرة وزلّة، لكن إذا كان التكرار والتمادي وعدم العودة فإنه العقاب الحتمي كما قال صلى الله عليه وسلم:” إن الله ليملي للظالم حتى إذا أخذه لم يفلته”. وإن مما أوحى الله إلى موسى عليه السلام:” قل لعبادي: لا يتمادوا في غيّ ما هم فيه، فإن أخذي أليم شديد”.

لقد تمادت البشرية في غيّها وبلغت الدرك الأسفل في فعل ما لا يقبله عقل ولا دين وكل ذلك من نتائج ابتعاد البشرية عن تعاليم السماء، فكيف ولماذا نستغرب إذن إذا عاقب الله البشرية بفعل غيّها وظلمها وتماديها، وقد يكون من هذا العقاب قلة البركة وضيق الحال بل والقلق والخوف من المستقبل حيث هو كذلك عقاب من الله تعالى لا يعرف قيمته إلا من قرأ قول الله تعالى {فَلْيَعْبُدُوا رَبَّ هَذَا الْبَيْتِ، الَّذِي أَطْعَمَهُمْ مِنْ جُوعٍ وَآمَنَهُمْ مِنْ خَوْفٍ} آية 3-4 سورة قريش.

لا يظنن ظانّ أن العقوبة بعد التمادي وأن قلّة البركة بعد الظلم فإنها تقع فقط على الكفار وغير المسلمين، وأن المسلمين في مأمن من هذا وأنه لن يصيبهم ولن ينزل عليهم، فهذا غير صحيح أبدًا لأن السنن الكونيه لا يحابي الله بها أحدًا أبدًا، وأن التاريخ ليعلمنا كيف أن بغداد مدينة السلام وعاصمة الدنيا قدم انقلب حالها من العز إلى الذل ومن رغد العيش إلى ضنكه ومن سعة الرزق إلى الفقر. إنها بغداد التي لمّا اختار أبو جعفر المنصور موقعها وكانت في أفضل بقعة بين دجلة والفرات، فكان أن وضع هو أول لبنة في جدارها ثم قال “باسم الله والحمد لله والأرض لله يورثها لله يورثها من يشاء من عباده والعاقبة للمتقين ثم قال: ابنوا على بركة الله”.

يكفي بغداد أن الأنفاس المؤمنة الزكية مثل أنفاس فقيه الأمة أبو حنيفة النعمان كانت فيها وهي تُبنى حتى عمرت وانتهوا من بنائها في أربع سنوات لتصبح حاضرة الدنيا، يقول ابن كثير: “كان ينادى على لحم الغنم كل ستين رطلًا بدرهم، ولحم البقر كل تسعين رطلًا بدرهم، والتمر كل تسعين رطلًا بدرهم والزيت كل ستة عشر رطلًا بدرهم، والسمن كل ثمانية أرطال بدرهم، والعسل كل عشرة 10 أرطال بدرهم (الرطل يساوي 450 جرام قريبًا من نصف كيلو). ولهذا الأمن والأمان ورخص الأثمان فقد كثر ساكنوها، وعظم أهلها وكثر الدُرّاج في أسواقها وأزقتها حتى كان المارّ لا يستطيع أن يجتاز أسواقها لكثرة زحام أهلها”. ويقول ابن كثير: “ولم يكن لبغداد نظير في الدنيا في جلالة قدرها وفخامة أمرها وكثرة علمائها وأعلامها وكثرة دورها ودروبها ومنازلها وشوارعها ومساجدها وحمّاماتها وخاناتها وطيب هوائها وعذوبة مائها وبرد ظلالها واعتدال صيفها وشتائها وصحة ربيعها وخريفها”.

لكن ماذا حلّ ببغداد وكيف أصبحت بعد أن حلّ بها الظلم والمعاصي ولم تعد تشكر الذي أطعمها من جوع وآمنها من خوف. صحيح أن أهل الدين وعصبة الخير لم ينقطعوا عنها ولم تخلُ منهم بغداد في زمن من الأزمان، ولكن كانوا هم القلّة بين عموم أهل البدع، فحلّ ببغداد ما حلّ على يد هولاكو عام 1258 للميلاد، بعد أن عاشت العز والمجد قريبًا من 500 عام وهي التي وضع حجر الأساس الأول في بنائها في العام 762 للميلاد وافتتحت بعد أربع سنين في 766. فماذا يقول ابن كثير الذي وصف بغداد أيام العز وأيام رغد العيش عن بغداد في زمن الذلّ وضيق الحال، “فقد وضع هولاكو معالمها وقتل خليفتها وعالمها وخرّب دورها وهدم قصورها وأباد الخواص والعوام من أهلها، ونهب الذراري والأصائل وأورث بها حزنًا وصيّرها مُثلة في الأقاليم وعبرة لكل معتبر عليهم، وتذكرة لكل ذي عقل سليم وبدّلت بعد تلاوة القرآن بالنغمات والألحان وانتشار الأشعار وكان وكان. وبعد سماع الأحاديث النبوية يدرس الفلسفة اليونانية والمناهج الكلامية والتأويلات القرمطية، وبعد العلماء بالسفهاء، وبعد الخليفة العباسي بشَرّ الولاة من الآتاسي، وبعد الرياسة والنباهة بالسفاهة وبعد الطلبة المشتغلين بالظلم والعيّارين وأكل الحثيثة وما أصابهم ذلك إلا ببعض ذنوبهم {وَمَا رَبُّكَ بِظَلَّامٍ لِّلْعَبِيدِ}.

إن العقوبة لمّا تنزل بسبب كثرة الظلم والفساد لا تأتي فقط على شكل كورونا وإنما قد تأتي على شكل نظام دكتاتوري دموي كما كان نظام صدام وكما هو نظام ابن سلمان وبشار والسيسي. أو قد تأتي على شكل احتلال أمريكي سافر وسافل يهين أهل العراق الكرام ويحلب ويسلب أموال ونفط بلاد الحرمين، أو قد تأتي على شكل نظام طائفي حاقد يفرق بين أبناء الشعب الواحد. وإذا كان الحديث عن العراق كمثال فإن القياس يصحّ على غيرها، فهكذا حلّ بالأندلس. هل يصدق أن تذهب البركة من العراق إلى درجة أن الدينار العراقي الذي كانت قيمته تساوي ثلاثة دولارات وزيادة فإنه قد ذهبت قيمته لدرجة أن الدولار الواحد أصبح يساوي ألفيّ دينار عراقي. ومثل الدينار العراقي فإنها الليرة السورية التي يصرف كل دولار بـ 700 ليرة، فكلا النظامين في الظلم سواء. وفعلًا وحقًا إذا همّ الوالي بالجور أو عمل به دخل النقص على أهل مملكته وقلّت البركات في التجارات والزراعات، ودخل المحق في ذلك كما قال وهب بن منّبه، وكذلك ما قاله الشاعر:

إذا ما الفسق حلّ بأرض قوم وعمّ الظلم وانتشر البلاء
فويل ثم ويل ثم ويل لقاضي الأرض من قاضي السماء

رحم الله قارئًا دعا لي ولوالدي ولوالديه بالمغفرة
والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون


الكلمات الدلالية :


اضف تعقيب

اسعار العملات

0

دولار امريكي

0

دينار أردني

0

يورو

0

جنيه استرليني

مواقيت الصلاة

الفجر

04:36

الظهر

12:38

العصر

16:16

المغرب

19:13

العشاء

20:40