القدس

القدس

الفجر

04:37

الظهر

12:38

العصر

16:16

المغرب

19:12

العشاء

20:39

دولار امريكي

يورو

دينار أردني

جنيه استرليني

دولار امريكي

0 $

دولار امريكي

0

يورو

0

دينار أردني

0

جنيه استرليني

0

القدس

الفجر

04:37

الظهر

12:38

العصر

16:16

المغرب

19:12

العشاء

20:39

العلاقة بين أهل الحجاز وأهل فلسطين أصيلة وأزلية

السبت 26 اكتوبر 2019 14:30 م بتوقيت القدس

اسعار العملات

0

دولار امريكي

0

دينار أردني

0

يورو

0

جنيه استرليني

مواقيت الصلاة

الفجر

04:37

الظهر

12:38

العصر

16:16

المغرب

19:12

العشاء

20:39

العلاقة بين أهل الحجاز وأهل فلسطين هي علاقة روحية أصيلة وأزلية جذورها ضاربة في بطن الأرض منذ فجر التاريخ، فهي علاقة وحدة الماضي والحاضر والمستقبل، وعلاقة وحدة النسيج الاجتماعي والجغرافي والحضاري، وعلاقة وحدة اللغة والمصير.

ويشهد على ذلك القرآن الكريم والسنة النبوية وحركة التاريخ الإسلامي العربي، وأبجديات الجغرافيا وعلم الأنساب؛ وإليكم بعض الشواهد:
يقول الله تعالى: (سبحان الذي أسرى بعبده ليلا من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى الذي باركنا حوله لنريه من آياتنا إنه هو السميع البصير) -الإسراء، فهي أرض الحجاز متمثلة في المسجد الحرام، وهي أرض فلسطين متمثلة في المسجد الأقصى.

وبناء على هذه الآية فإنها التوأمة المتينة الأبدية بين أرض الحجاز وأرض فلسطين وتوأمة التاريخ الواحد الذي يجمع بينهما؛ فإذا كان المسجد الحرام أول مسجد بني لله تعالى في الأرض، فإن المسجد الأقصى هو ثاني مسجد بني لله تعالى في الأرض، ولا يفصل بين تاريخ بناء هذين المسجدين إلا أربعون عاما، أي بعد مرور أربعين عاما على بناء المسجد الحرام بني المسجد الأقصى، بدليل الحديث الصحيح على لسان أبي ذر الغفاري الذي رواه البخاري ومسلم، والذي يقول فيه أبو ذر الغفاري رضي الله عنه: (… يا رسول الله أي مسجد وجد لله في الأرض أولا؟ قال المسجد الحرام، قلت ثم أي؟ قال: المسجد الأقصى، قلت كم بينهما؟ قال: أربعون عاما…).

ولأنها توأمة التاريخ الواحد، فإن المسجد الأقصى كان أول قبلة صلى نحوها رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم صلى نحو المسجد الحرام، بأمر الله تعالى: (فولّ وجهك شطر المسجد الحرام) وهكذا يكون المسجد الحرام هو ثاني القبلتين بعد المسجد الأقصى.

ولأنها توأمة التاريخ فهي توأمة المنزلة الرفيعة المجتباة عند الله تعالى، فإذا كان المسجد الحرام هو أول الحرمين، ثم المسجد النبوي هو ثاني الحرمين، فإن المسجد الأقصى هو ثالث المساجد التي تشد الرحال اليها، وفي ذلك يقول رسول الله صلى ا لله عليه وسلم: (لا تشدّ الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد: إلى المسجد الحرام وإلى مسجدي هذا وإلى المسجد الأقصى).

وإذا كانت هذه الآية القرآنية تؤكد توأمة أبدية بين المسجد الحرام والمسجد الأقصى في التاريخ والمنزلة فهي تؤكد توأمة بينهما في المصير ماضيا وحاضرا ومستقبلا؛ فقدسيتهما واحدة لا تتجزأ، وحريتهما واحدة يجب ألا تتجزأ، ونصرتهما واحدة يجب ألا تتجزأ، وإن هذه التوأمة في مصيرهما هي أمانة في عنق أهل الحجاز وأهل فلسطين وفي عنق كل الأمة الإسلامية والعالم العربي إلى أن تقوم الساعة.

ولذلك فإن احتلال المسجد الأقصى لا يعني احتلال وذل لفلسطين ولأهلها وحدهم، انما هو احتلال وذل للحجاز وأهلهاً، واحتلال وذل للأمة الإسلامية والعالم العربي ايضاً، وهذا يؤكد أن واجب تحرير المسجد الأقصى فرض على أهل فلسطين وعلى أهل الحجاز وعلى سائر الأمة الإسلامية والعالم العربي.

وإن هذه التوأمة الأبدية في المصير بين المسجد الحرام والمسجد الأقصى يعني توأمة أبدية في المصير بين مكة المكرمة -حاضنة المسجد الحرام، والقدس المباركة -حاضنة المسجد الأقصى، وتعني توأمة أبدية في المصير بين الحجاز حاضنة مكة المكرمة وفلسطين حاضنة القدس المباركة، وتعني توأمة أبدية في التاريخ والحضارة والمصير بين أهل الحجاز وأهل فلسطين.

وبما انه يجمع أهل الحجاز وأهل فلسطين المصير الواحد، فقد خصّهما رسول الله صلى الله عليه وسلم بوصف واحد، ففي صحيح مسلم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم عن أهل الحجاز: (… والإيمان في أهل الحجاز)، وعن أهل فلسطين روى لنا ثلاثة وعشرون صحابيا-بطرق شتى-حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين على الحق، لعدوهم قاهرين، لا يضرهم من خالفهم حتى يأتي أمر الله عز وجلّ وهم كذلك) قالوا: أين هم يا رسول الله؟! قال: (في بيت المقدس وأكناف بيت المقدس).

وإذا كان مبتدأ الإسلام في الحجاز فإن منتهاه في فلسطين، ففي مكة المكرمة -قلب الحجاز، انطلقت بعثة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وفي المدينة المنورة -روضة الحجاز، قامت دولة الخلافة الإسلامية الأولى وكانت المدينة المنورة عاصمتها الأولى؛ ثم ستعود دورة الخلافة الإسلامية من جديد وستكون عاصمتها القدس المباركة -قلب فلسطين، وفي ذلك روى الإمام أحمد عن يونس بن ميسرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (هذا الأمر كائن بعدي بالمدينة، ثم بالشام، ثم بالجزيرة، ثم بالعراق، ثم بالمدينة، ثم ببيت المقدس، فإذا كان بيت المقدس فثمّ عقر دارها ولن يخرجها قوم ثم تعود إليهم أبدا).

وإذا كان مبتدأ التاريخ البشري في الحجاز، فإن منتهاه في فلسطين؛ ففي الحجاز هبط من الجنّة نبي الله آدم عليه السلام وحواء، وفيها صلى آدم وحواء وذريتهما لله تعالى وفيها عبدوا الله تعالى، حيث ان أول بيت بني لله تعالى في الأرض كان بمكة وهو المسجد الحرام، وفي فلسطين سيحشر الله تعالى كل الخلق ليوم النشور، فهي منتهى التاريخ البشري بعد أن كانت الحجاز مبتداه، وفي ذلك روي عن ميمونة مولاة النبي صلى الله عليه وسلم أنها قالت: (يا رسول الله، افتنا في بيت المقدس!! فقال: أرض المحشر والمنشر..).

ولأن الحجاز وفلسطين تحملان هذه الخصال، فإنهما سيستعصيان على الدجال يوم أن يظهر بفتنته، التي وصفت بانها أكبر فتنة في الأرض في الوقت الذي سيسيح فيه الدجال في الأرض وسيتبختر فيها كالغيث اذا استدبرته الريح، وسيسحر شعوب الأرض، وستسير خلفه مضبوعة إلا من أهل الحجاز وفلسطين، حيث سيقفون له بالمرصاد وسيتمردون عليه حتى ينزل عيسى بن مريم عليه السلام من السماء ويقتل الدجال ويقضي على فتنته، وفي ذلك قام سمرة بن جندب خطيبا فذكر في خطبته حديثا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: (وإنه- أي الدجال- سيظهر على الأرض كلها غير الحرم وبيت المقدس..)وتشمل كلمة الحرم هنا حرم مكة المكرمة وحرم المدينة المنورة.

إذا كانت الحجاز حاضنة مبتدأ العرب فإن فلسطين حاضنة منتهى تاريخهم، فإذا كانت القبائل العربية قد نشأت في الحجاز، وإذا كانت قبيلة قريش سيدة القبائل العربية قد نشأت في الحجاز، وإذا كانت القبائل العربية قد انتقلت إلى طور الأمة الواحدة في الحجاز، فإن منتهى العرب سيكون في فلسطين.

فإذا ظهر الدجال في الأرض تفرقت العرب، وانسلخ قسم منهم من عروبتهم وتعرض قسم آخر للتصفية، حتى يقل عددهم، ولا يبقى لهم ملجأ إلا في فلسطين، وفي الحديث الصحيح قالت أم شريك بنت حكيم لما كانت تستمع إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يحدثهم عن الدجال: (يا رسول الله فأين العرب يومئذ؟ قال: هم يومئذ قليل، وجلهم ببيت المقدس، وإمامهم رجل صالح).

ولذلك فإن الفلسطينيين في فلسطين هم امتداد لقبائل العرب التي كانت ولا تزال في الحجاز، ففي فلسطين هناك الـ الشريف والـ الكيلاني الذين هم امتداد لآلـ البيت، وفي فلسطين هناك الـ التميمي الذين هم امتداد لذرية الصحابي تميم الداري رضي الله عنه، وفي نقب فلسطين هناك قبائل عربية التي هي امتداد للقبائل العربية في الحجاز والتي لا يزال يجمع بينهما أواصر القربى والنسب، ولا يزالون يتزاورون في مواسم الحج والعمرة حتى هذه الأيام.

إن امتداد أهل فلسطين لقبائل الحجاز ليس في الدم والنسب واللغة فحسب بل هم امتداد في الأخلاق والعادات؛ ففي حاضنة قبائل الحجاز ترعرع جيل الصحابة رضي الله عنهم، وسطروا أعظم صفحات البذل والعطاء والبطولة والتضحية والصبر والإقدام والولاء والوفاء والفداء نصرة للإسلام ولرسول الله صلى الله عليه وسلم ولمكة المكرمة والمدينة المنورة، وها هم أهل فلسطين الذين لا يزالون يرابطون في بيت المقدس وأكناف بيت المقدس قد وصفهم رسول الله صلى الله عليه وسلم بصفات تعتبر امتدادا لصفات الصحابة رضي الله عنهم، ففي جملة من الأحاديث الصحيحة، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم عن أهل فلسطين: (لا يضرهم من خالفهم إلا ما أصابهم من لأواء)، (لا يضرهم من خذلهم)، (ظاهرين على من ناوأهم)، (وهم كالإناء بين الأكلة حتى يأتي أمر الله وهم كذلك).

إذا كان رسول الله صلى الله عليه وسلم قد هاجر ومن معه من الصحابة إلى المدينة المنورة بعد أن اشتد عليهم البلاء بمكة المكرمة، فإنه يأمر فيما بعد بالهجرة إلى فلسطين إذا وقع البلاء، وفي ذلك قال ذو الأصابع رضي الله عنه: قلت يا رسول الله إذا ابتلينا بعدك بالبقاء أين تأمرنا؟ قال صلى الله عليه وسلم: (عليك ببيت المقدس، فلعله أن ينشأ لك ذرية يغدون إلى ذلك المسجد ويروحون).

وإذا كان رسول الله صلى الله عليه وسلم، قد بشرنا أن الإيمان سيأزر إلى المدينة المنورة روضة الحجاز، كما تأزر الحية إلى جحرها، فقد بشرنا كذلك أن الخلافة على منهاج النبوة ستأزر إلى بيت المقدس -قلب فلسطين، وفي ذلك قال عبد الله بن حوالة: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (يا ابن حوالة، إذا رأيت الخلافة قد نزلت الأرض المقدسة، فقد دنت الزلازل والملايا والأمور العظام…).

لكل ذلك فقد قال علي بن أبي طالب رضي الله عنه وهو من مواليد مكة-قلب الحجاز، (يأتي على الناس زمان يقول أحدهم: يا ليتني كنت لبنة في بيت المقدس).

وكما أن (بكة) هي من أسماء مكة المكرمة -قلب الحجاز، لأنها تبك رؤوس الجبابرة، فقد توارث سلفنا وخلفنا هذا القول العظيم عن القدس المباركة -قلب فلسطين؛ (بيت المقدس لا يعمّر فيه ظالم).

ولكل ذلك فإن ما يقع على فلسطين ينعكس مباشرة على الحجاز، والعكس هو الصحيح، وهذا مفتاح هام وأساس في فهم حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي رواه معاذ بن جبل رضي الله عنه: (عمران بيت المقدس خراب يثرب، وخراب يثرب خروج الملحمة، وخروج الملحمة فتح القسطنطينية، وفتح القسطنطينية خروج الدجال) ثم ضرب بيده على فخذ الذي حدّثه أو منكبه، ثم قال: (إن هذا الحق كما أنك ها هنا، او كما أنك قاعد).

كل ما ورد أعلاه يؤكد أنها ستفشل كل محاولات تغريب وفرنجة وإفساد المجتمع الحجازي والمجتمع الفلسطيني، وستفشل كل محاولات فك العلاقة الأبدية الروحية الأصيلة بينهما، ولن يطول الزمان حتى يقولا كلمة الفصل في إفساد المشروع الصهيوني العالمي؛ إفساد بني إسرائيل الثاني كما وصفه القرآن الكريم، مهما حاول أن يحرمهما من ذلك أي ملك أو أمير او سلطان أو رئيس أو حاكم، وإلى الله ترجع الأمور.


الكلمات الدلالية :


اضف تعقيب

اسعار العملات

0

دولار امريكي

0

دينار أردني

0

يورو

0

جنيه استرليني

مواقيت الصلاة

الفجر

04:37

الظهر

12:38

العصر

16:16

المغرب

19:12

العشاء

20:39