القدس

القدس

الفجر

05:07

الظهر

12:43

العصر

16:14

المغرب

18:57

العشاء

20:20

دولار امريكي

يورو

دينار أردني

جنيه استرليني

دولار امريكي

0 $

دولار امريكي

0

يورو

0

دينار أردني

0

جنيه استرليني

0

القدس

الفجر

05:07

الظهر

12:43

العصر

16:14

المغرب

18:57

العشاء

20:20

البيان المفصّل لطاقم الدفاع عن الشيخ رائد صلاح في “ملف الثوابت”

الاثنين 02 سبتمبر 2019 18:23 م بتوقيت القدس

اسعار العملات

0

دولار امريكي

0

دينار أردني

0

يورو

0

جنيه استرليني

مواقيت الصلاة

الفجر

05:07

الظهر

12:43

العصر

16:14

المغرب

18:57

العشاء

20:20

أصدر طاقم دفاع الشيخ رائد صلاح في الملف الذي بات يعرف إعلاميا بـ “ملف الثوابت”، اليوم الاثنين، بيانا مفصّلا، لوسائل الإعلام، بخصوص جلسة “التلخيصات” التي شهدتها محكمة الصلح في حيفا
.
وفيما يلي، ينشر موقع “موطني 48″، مضمون البيان:
بعد معركة قانونية شرسة استمرت على مدار أكثر من عامين، قدم اليوم طاقم الدفاع عن فضيلة الشيخ رائد صلاح مرافعاته (تلخيصات) في قضية ملف الثوابت؛ من خلال هذه التلخيصات فند طاقم الدفاع كل ادعاءات النيابة، كما سيفصل ذلك في هذه الورقة، وعليه يجزم طاقم الدفاع أنه ثبت بالدليل القطعي أن فضيلة الشيخ رائد صلاح بريء من كل التهم التي نسبت اليه في لائحة الاتهام، وطالب المحكمة بالحكم ببراءته.

وقبل الخوض في تفصيلات هذه المرافعات نضع بين يديكم نص لائحة الاتهام مترجمة الى اللغة العربية، ورأينا من المناسب أن نعرض أقوال فضيلة الشيخ التي نسبت اليه في لائحة الاتهام، نعرضها كما وردت من مصدرها الأول، مع التأكيد انها ترجمت الى اللغة العبرية بشكل محرف وتبين بعد عرض جميع البينات في هذا الملف، أن ذلك تم بهدف إضفاء طابع عسكري او متطرف او إرهابي او عنيف على أقوال الشيخ.

تفاصيل لائحة الاتهام

لائحة الاتهام التي قدمتها النيابة ضد الشيخ رائد صلاح تطرقت بالأساس لخطبَتَيْ الجمعة خلال أحداث هبة باب الأسباط التي حدثت في شهر تموز من العام 2017، والاحتجاجات التي رافقت نصب البوابات الإلكترونية امام أبواب المسجد الأقصى المبارك، وكذلك لموعظة الجنازة التي القاها فضيلة الشيخ رائد أثناء تشييع جثامين الشهداء الثلاثة من مدينة أم الفحم الذين قضوا في المسجد الأقصى في يوم 14.07.2017، وبند يتعلق بدعم الحركة الإسلامية المحظورة إسرائيليًّا.

البند الاول في لائحة الاتهام تطرق إلى منشورة على صفحة الفيسبوك التابعة لفضيلة الشيخ، والتي تم من خلالها دعوة الجماهير للحضور والتواجد في قاعة المحكمة التي بحثت في قضية الوقف الاسلامي لمقبرة القسام في مدينة حيفا على إثر الدعوى التي أقامتها شركة تجارية اسرائيلية أمام المحكمة لتمكينها من الاستيلاء على المقبرة ونبش ونقل قبور المسلمين منها، وكان الشيخ قد وَقّعَ على هذه الدعوة بكلمات ” الحركة الاسلامية في الداخل الفلسطيني عنهم الشيخ رائد صلاح”. اعتبرت النيابة هذه المنشورة بمثابة دعم منظمة محظورة (القصد الحركة الإسلامية).

وكذلك شمل البند الاول في لائحة الاتهام أقوال للشيخ تحدث بها في سياق حظر الحركة الاسلامية ومؤسسات أهليّة في مدينة باقة الغربية، فقال “واختم مؤكداً كما قلته في الماضي أن الذين ظنوا متوهمين أنهم قد اعلنوا حظر الحركة الإسلامية، أؤكد لهم وأقول اليوم بدأت الحركة الإسلامية، أؤكد لهم وأقول كانت الحركة الإسلامية، وستبقى الحركة الإسلامية، إن الذين أعلنوا واهمين اعلان حظر حراء نقول لهم، كل بيت في باقة الغربية هو مؤسسة حراء كل بيت في القدس كل بيت في ام الفحم كل بيت في الجليل كل بيت المثلث في النقب في عكا في حيفا في يافا في اللد في الرملة في القدس في غزة العزة في كل الضفة كل بيت من بيوتنا هو مؤسسة حراء، واذا كنكم قبضايات بتفتلوا عضلاتكم واهمين، إن كنكم قبضايات، تعالوا اغلقوا أبوابنا حتى تغلقوا مؤسسة حراء، تفضلوا، تفضلوا، نحن ماضون نحن ماضون بثوابتنا”.

ثم قال لاحقا: “وآخر شيء بقول للأطفال، يا أطفالنا أنتم ابطال، أنتم أبطال؛ هذا الظلم الإسرائيلي صنع منكم أبطال وانتم في طفولتكم، سنضحي من أجلكم، سنفرح للسجون من أجلكم، سنفرح للأذى والتهديد من أجلكم، سنفرح للشهادة من أجلكم، يا أطفالنا لأنكم أنتم فرحة حاضرنا وعنوان مستقبلنا المنتصر قريبا إن شاء الله، نحن ضحينا، نحن جيل التضحية، أما أنتم يا أطفال، فأنتم جيل القيادة والسيادة إن شاء الله، نحن قلنا الأقصى في خطر، أما أنتم يا أطفال فستقولون الأقصى في نصر إن شاء الله “.

واعتبرت النيابة هذه الأقوال دعم لتنظيم محظور وهو الحركة الاسلامية.

وكذلك اشتمل البند الأول على تهمة تتعلق بنشر مقال كتبه الشيخ رائد صلاح بعنوان “نتنياهو وجنون العظمة ” وفي سياق المقال كتب الشيخ ما يلي:
“ونحن سنبقى كما نحن، والحركة الإسلامية باقية ونامية بعد حظرها، كما كانت قبل حظرها، وسيبقى رئيسها كما كان قبل حظرها، ونحن سنبقى متمسكين بكل ثوابتنا الإسلامية العربية الفلسطينية، وسنبقى منتصرين لكل هذه الثوابت وعلى رأسها انتصار القدس والمسجد الأقصى المباركين”.

اعتبرت النيابة هذه الأقوال تأييداً لمنظمة محظورة وهي الحركة الاسلامية.

البند الثاني: وفيه تم التطرق لخطبة الجمعة التي ألقاها فضيلة الشيخ في يوم 21.7.2017 حيث اعتبرت النيابة أقوال الشيخ رائد صلاح في هذه الخطبة تحريضاً على الإرهاب، أو التماهي معه، ونسبت إليه في لائحة الاتهام الاقوال التالية: “من هنا من هذه الصلاة الحاشدة في مدينة أم الفحم، ألف تحية إلى كل المرابطين والمرابطات الآن عند باب المجلس وعند باب الأسباط في المسجد الأقصى المبارك وفي منطقة وادي الجوز المحاذية للمسجد الأقصى المبارك وفي كل بقعة يصلي أهلنا فيها كأقرب بقعة من المسجد الأقصى المبارك تحية للجميع منهم تحية للرجال والنساء تحية لهم وهم القوم وهم الرجال وهم الأحرار وهم الحرائر الذين لا يزالون منذ ثمانية أيام يرابطون على هذه الثغرة ثغرة المسجد الأقصى المبارك نيابة عن الأمة المسلمة والعالم العربي والشعب العربي والفلسطيني منذ ثمانية أيام لا يزالون يرابطون ويرددون بالروح بالدم نفديك يا أقصى لا يزالون يرابطون منذ ثمانية أيام في وجه قوات الاحتلال الإسرائيلي في وجه بنادق الاحتلال الإسرائيلي في وجه هراوات وعصي الاحتلال الإسرائيلي لا يخافون أذىً لا يخافون جراحا لا يخافون اعتقالا لا يخافون إلا الله لا يخافون إلا الله الله العظيم مالك السماوات والأرض ونِعمَ المولى ونعم الوكيل”.

ثم قال بعد ذلك: “أقولها ولا أبالغ، لا أبالغ بل أقول بقناعة وصمود ورباط، أقول نعم حتى هذه اللحظات قام الاحتلال الإسرائيلي بجرح تسعة وسبعين من أهلنا المرابطين والمرابطات وبعض الإصابات خطيرة أصيب من أصيب بها في رأسه أو في صدره. من خلال هذه الدماء الزكية….”.

ثم قال بعد ذلك: “لذلك نسأل الله تعالى أن يشفي جميع جرحى المسجد الأقصى المبارك، ونسأل الله تعالى أن يتقبل جميع شهداء المسجد الأقصى المبارك، من الشهيد الأول في التاريخ، نسأل الله تعالى أن يتقبل جميع شهداء المسجد الأقصى المبارك اليوم، الشهيد محمد والشهيد محمد والشهيد محمد، أسأل الله تعالى أن يجمعهم مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين”.
البند الثالث في لائحة الاتهام تطرق لموعظة ألقاها الشيخ بعد الجنازة يوم 27.7.2018 في مقبرة في مدينة أم الفحم أثناء دفن جثامين الشهداء الثلاثة حيث قال الشيخ: “بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم، الحمد لله القائل ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا بل أحياءٌ عند ربهم يرزقون، في هذه اللحظات، كبيت واحد، كأسرة واحدة، نودع شهدائنا محمد ومحمد ومحمد، نقول لهم مع النبيين والصديقيّن والشهداء والصالحين، في هذه اللحظات نسأل الله تعالى أن يرفع منزلتهم في أعلى عليين، في الفردوس الأعلى في الجنة بإذن الله تعالى.

وقال بعد ذلك: “أيها الاخوة لا يسعنا في مثل هذه اللحظات الاّ أن نسأل الله تعالى أن يغفر لكل أمواتنا وأن يغفر لكل أحيائنا، نسأل الله تعالى، في مثل هذه اللحظات أن يتقبل دعاءنا الخالص من قلوبنا، نقول يا رب، اللهم ارحمهم وعافهم واعف عنهم، اللهم أكرم نزلهم اللهم أدخلهم الجنة دار السلام بسلام اللهم اجمعهم من النبيين والصديقيّن والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا، اللهم كما جمعتهم في أباءهم وأمهاتهم واخوانهم وأخواتهم في الدنيا، اللهم اجمعهم بهم يوم القيامة يا رب العالمين في الجنة في الفردوس الأعلى يا رب العلمين، يا الله اللهم أكرمهم بشربة ماء من يدي نبينا محمد صلى الله عليه وسلم شربة لا يظمؤون بعدها أبداً، اللهم أكرمهم بصحبة رسول الله صلى الله عليه وسلم في حوض رسول الله صلى الله عليه وسلم مع الصحابة والتابعين ومع تابعي التابعين ومع اتباع التابعين ومع اتباع اتباع التابعين مع السلف الصالح مع الخلف الصالح مع كل الصالحين حتى قيام الساعة، يا رب العالمين اللهم يا رب إنا نتوجه اليك بهذا الدعاء اللهم استجب دعائنا يا الله اللهم استجب دعائنا يا الله اللهم استجب دعائنا يا الله” ثم بعد ذلك قال: “رحم الله من وقف وقرأ سورة الفاتحة على أرواح شهدائنا”.

واعتبرت النيابة هذه الاقوال بمثابة تحريض على الإرهاب او التعاطف مع شهداء ام الفحم.

البند الرابع في لائحة الاتهام تطرق لخطبة الجمعة التي القاها الشيخ في استاد السلام في ام الفحم بتاريخ 28.7.2017 حيث جاء فيها كتالي:
“في هذه الأجواء بإذن الله رب العالمين أنقل بشرى يقينية لا تنطق عن الهوى، لماذا لأنه من رسول الله صلى الله عليه وسلم لنا للمسجد الأقصى للمرابطين والمرابطات في المسجد الأقصى لكل أهلنا المرابطين رجالا ونساء في كل بيت المقدس”.
ثم قال بعد ذلك “أنقل لكم هذه البشرى اليقينية التي لا يرتاب منها إلا كل منافق وكل مريض قلب أنقل لكم هذه البشرى فاسمعوها جيدا، يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين على الحق لعدوهم قاهرين لا يضرهم من خالفهم الا ما اصابهم من لأْواءَ فهم كالإناء بين الأكلة حتى يأتيهم أمر الله وهم كذلك، قالوا يا رسول الله وأين هم، قال في بيت المقدس وأكناف بيت المقدس …… وهناك حاجة أن نفصل بإيجاز شديد معاني هذه البشرى النبوية المعصومة لأنه من عند الله تعالى في هذه البشرى يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين على الحق، من هم، من هم، كل حر وحرة في العالم يقول بلا تردد هذه الطائفة الظاهرة على الحق هم المرابطون هن المرابطات الذين لا يزالون منذ سنوات طويلة يرابطون على أبواب المسجد الأقصى المبارك في وجه الاحتلال الإسرائيلي يرددون بلا خوف في وجه الاحتلال الإسرائيلي مؤكدين صارخين يسمعون كل الدنيا وهم يقولون بصوت واحد بالروح بالدم نفديك يا أقصى”.

ثم قال بعد ذلك:
“في هذا الخطاب الإسلامي في هذا الخطاب الإسلامي العروبي الفلسطيني الذي لا يخاف الا الله لا يخاف بنادق الاحتلال الإسرائيلي لا يخاف عصي الاحتلال الإسرائيلي لا يخاف فرق خيالة الاحتلال الإسرائيلي بل لا يخاف فرق حمير الاحتلال الإسرائيلي لا يزالون مرابطين على أبواب المسجد الاقصى ثم ماذا يقول رسول الله عليه الصلاة والسلام لعدوهم قاهرين الله.. الله.. الله يا رسول الله صلى الله عليك يا رسول الله كأنك تعيش بيننا في عام 2017 كأني بك تتجول ما بين باب الأسباط وباب حطة وباب المجلس كأني بك تتجول ما بين القدس القديمة وسلوان ووادي الجوز الله يا رسول الله لعدوهم قاهرين من الذي قهر غرور الاحتلال الإسرائيلي بالبث المباشر هم المرابطون والمرابطات من الذي مرغ غرور نتنياهو بالتراب هم المرابطون والمرابطات من الذي أخرس الأصوات النشاز القبيحة التي انطلقن من أردان ومن ليبرمان ومن جالند ومن كاتس ومن كل هذه الجوقة المشؤومة انطلقت أصواتهم تقول مدعية أن لها سيادة في المسجد الأقصى فصاح بهم المرابطون والمرابطات صاحوا بهم ولا يزالون يؤكدون المسجد الأقصى حق قرآنيا لنا إرث حضاري تاريخي لنا هو لنا في الماضي هو لنا اليوم وهو لنا في المستقبل وكل احتلال يتطاول على المسجد الأقصى هو الى زوال سيزول صغيرا طريدا شريدا مهزوما ذليلا مهانا بإذن الله رب العالمين”.

ثم قال بعد ذلك:
” ثم ماذا، الرسول عليه الصلاة والسلام يقول لا يضرهم من خالفهم إلا ما أصابهم من لأواء لا بد من الألم لا بد من التضحيات لا بد من العطاء الثمين بقدر التضحيات ترتفع منزلة المضحي ليس من قدم قرشا كمن قدم مليون قرش ليس من قدم حبة تمر كمن جاد بروحه ليس من قدم كأس ماء كمن جاد بدمه ليس من صبر على فتنة الزعامة كمن صبر على فتنة السجون”.

ثم يقول بعد ذلك:
“.. خلال الأسبوع الماضي قدم المرابطون والمرابطات ثمانية شهداء سبحان الله شاء الله اذا أردنا أن نتعرف عن أسمائهم أن نبقى نردد محمد ومحمد ومحمد ومحمد ومحمد، هذه ارادة الله، هذه ارادة الله، هذه ارادة الله تعالى، حتى الآن، حتى الآن، حتى الآن، بإذن الله رب العالمين ثمانية شهداء، حتى الآن 1100 جريح، حتى الآن مئات المعتقلين، البارحة فقط تم اعتقال 120 مرابط، البارحة فقط تم اصابة 110 مرابطين …”.

واعتبرت النيابة هذه الاقوال بمثابة التحريض على الإرهاب أو التعاطف معه.

مجريات المحاكمات: 

في هذا الملف عقدت حتى الآن ما يقارب الـ 70 جلسة في المحاكم الإسرائيلية بكل أنواعها وبكل درجاتها؛ محكمة الصلح في ريشون لتسيون، ومحكمة الصلح في حيفا، والمحكمة المركزية في حيفا، والمحكمة المركزية في بئر السبع، والمحكمة العليا الإسرائيلية.

مكث فضيلة الشيخ رهن الاعتقال فترة أحد عشر شهراً قضاها في العزل الانفرادي، المفروض عليه بشكل تعسفي من طرف مصلحة السجون الإسرائيلية.

ومنذ تاريخ 06.07.2018 وحتى هذه اللحظات، ما زال الشيخ يقبع في الحبس المنزلي التعسفي، بقرارات متتالية من المحكمة العليا الإسرائيلية.

الأدلة التي قدمتها النيابة: 

في هذا الملف قدمت النيابة الإسرائيلية 26 شاهداً، واستندت بشكل أساسي على ترجمة خُطَب الشيخ للغة العبرية قام بها أحد ضباط وحدة التحقيق المسماة ” لاهف 433″، ليتبين فيما بعد ان أجزاءً كثيرةً من هذه الترجمات نُقِلت حرفياً من ترجمةٍ قام بها رجل جهاز المخابرات الإسرائيلي “الشاباك” كما أعترف بذلك ضابط التحقيق أمام المحكمة.

وقدم الدفاع شهادة الشيخ وشهادة السيد محمد بركة، بصفته رئيس لجنة المتابعة، والأستاذ حامد أغبارية.

بعد انتهاء سماع شهود كل الأطراف، تبين لطاقم الدفاع، بما لا يدع مجال للشك، أن الشيخ بريء، براءة الذئب من دم سيدنا يوسف عليه السلام، من كل التهم التي نسبت اليه، وهذا ما قام بتفصيله اليوم أمام المحكمة.

تسمية الملف بملف الثوابت: 

بداية نعرض لكم أقوال فضيلة الشيخ رائد في مستهل شهادته أمام المحكمة موجهاً خطابه للقاضي قائلاً:
“كنت متردداً أن أدلي بشهادتي هذه أم لا، وبعد تفكير عميق وصلاة الاستخارة واستشارة أصحاب الرأي قررت أن ادلي بشهادتي هذه للأسباب التالية:
اولاً انتصاراً للحقيقة، ثم شهادة لله ثم للتاريخ، وبدون أي علاقة بقرار الحكم.

أنا أرى أن هذه التهم باطلة وهذا الملف يمثل تحريضاً ليس فقط ضدي إنما ضد كل المجتمع العربي وتحريضاً على كل ثوابتنا العربية والاسلامية والفلسطينية، وكل عاقل يرى في هذا الملف محاكمة للقران الكريم والسنة المشرفة.

الأحداث التي سبقت هذا الملف هي نتيجة لسلسلة من التحريض ضدي وضد قيادة مجتمعنا وضد شعبنا من طرف كثير من السياسيين الإسرائيليين، رسميين وغير رسميين.

هذا التوقيت الذي جاء فيه هذا الملف المفبرك يهدف الى صرف الأنظار الاعلامية عن ملفات الفساد المنسوبة لنتنياهو ودرعي، وهي ما زالت تتكاثر حتى هذه الأيام، أنا أجزم أن كل هذا الملف المفبرك محاولة لتحميلي فشل السياسة الإسرائيلية وقراراتها الغبية في تعاملها مع البوابات الالكترونية وسيكون لي تفصيل في كل بند من هذه البنود، وربما سيأخذ ذلك ساعات طويلة ولأجل هدف واحد وهو الانتصار للحقيقة”.

هذا مدخل مهم لفهم وأدراك أبعاد هذا الملف على عدة مستويات، ومن أجل التأكيد على إدراك الشيخ لهذه الابعاد، ولأن الثوابت الدينية والوطنية هي موضوع الملف، وقد بقي الشيخ ثابتاً على مواقفه المدافعة عن هذه الثوابت، ووقف ثابتاً راسخاً أمام محاولات النيابة الإسرائيلية تجريمها وشيطنتها، ومن هنا جاءت تسمية هذا الملف بملف الانتصار للثوابت او ملف الثوابت.

تفصيل ادعاءات الدفاع في جلسة المرافعات (التلخيصات): 

على المستوى القانوني فقد ثبت بشكل لا يقبل التأويل تفنيد أدلة النيابة، الواحدة تلو الأخرى، وثبوت صحة أقوال الشيخ، وهذا يستوجب الحكم ببراءة الشيخ من التهم التي نسبت اليه، وإن توافر عنصر النزاهة والموضوعية القضائية المطلوبة فإن النتيجة الطبيعية لهذا الملف هي البراءة.

إن خطب الشيخ، موضوع هذا الملف، مرت تحت مجهر عدة سلطات ودوائر رسمية، بدايةً من جهاز المخابرات العامة “الشاباك”، ثم سلطات التحقيق، ثم النيابة الإسرائيلية في لواء حيفا، وبالرغم من وجود ثغرات قانونية عميقة إلا أن كل هذه الأجهزة تجاهلتها عن سبق إصرار. وهذا يدل، بما لا يدع مجالاً للشك، أن هذه كل هذه السلطات لم تهدف الى البحث عن الحقيقة ولا تريد ان ترى الحقيقة، إنما كان الهدف من خلف هذا القضية هو خلق ملف ملاحقة سياسية ضد الشيخ رائد صلاح، وعزله عن الفعل الجماهيري والشعبي، ومنعه من القيام بدوره القيادي على المستوى المحلي، القطري، والعالمي، وفرض سياسة تكميم الأفواه على القيادة والمجتمع العربي في الداخل الفلسطيني.

ومن خلال المداولات في أروقة المحاكم تمكنا من اثبات ما يلي: 

اولاً: قامت النيابة الإسرائيلية بإضافة أو حذف نصوص من خطب الشيخ الأصلية باللغة العربية، أو اجتزاء بعض النصوص مما أدى إلى تغيير المعنى أو المضمون، وقد ثبت هذا في خطبتَيْ الجمعة المذكورتين؛ فعلى سبيل المثال لا الحصر، نقلت كل هذه الأطراف الرسمية عن الشيخ أنه دعى إلى الجهاد على البوابات الإلكترونية (كما جاء في نص النيابة) بينما ما قاله الشيخ في خطبته: ” …. فلذلك المدعو أردان سواء صدق أو كذب عندما قال أن هناك جهات عربية وافقت على نصب الأبواب المشؤومة في المسجد الاقصى أقول صدق أو كذب أقول قاعدة إلى الأبد قاعدة ليحيا من حي عن بينة ليهلك من هلك عن بينة أقول إن كل من يوافق على وضع هذه الأبواب المشؤومة في المسجد الأقصى المبارك سواء كان مسلما عربيا أو فلسطينيا سواء كان حاكما أو محكوما سواء كان سياسيا أو عالما سواء كان شيخا أو بسيطا إلى كل من يوافق على ذلك فقد خان المسجد الأقصى المبارك”.

أثبتنا أن الشيخ لم يتلفظ بتاتاً بكلمة الجهاد في هذه الخطبة، وعندما قدمت النيابة ترجمة أقوال الشيخ قدمت تقريراً يحمل العنوان ” … الشيخ رائد صلاح يدعو الى الجهاد على البوابات الإلكترونية”، يكفي هذا التقرير ليدلل على الأهداف الحقيقية والنوايا المبيتة عند السلطات الإسرائيلية لخلق أدلة مفبركة وملف ملفق بشكل ممنهج لخدمة أجندة بعيدة كل البعد عن تحقيق العدالة أو كشف الحقيقة.
وفي موضع آخر قال الشيخ في خطبته ما يلي: ” ……من هنا من هذه الصلاة الحاشدة في مدينة أم الفحم ألف تحية إلى كل المرابطين والمرابطات الآن عند باب المجلس وعند باب الأسباط في المسجد الأقصى المبارك وفي منطقة وادي الجوز المحاذية للمسجد الأقصى المبارك وفي كل بقعة يصلي أهلنا فيها كأقرب بقعة من المسجد الأقصى المبارك تحية للجميع منهم تحية للرجال والنساء تحية لهم وهم القوم وهم الرجال وهم الأحرار وهم الحرائر الذين لا يزالون منذ ثمانية أيام يرابطون على هذه الثغرة ثغرة المسجد الأقصى المبارك نيابة عن الأمة المسلمة والعالم العربي والشعب العربي والفلسطيني منذ ثمانية لا يزالون يرابطون ويرددون بالروح بالدم نفديك يا أقصى لا يزالون يرابطون منذ ثمانية أيام في وجه قوات الاحتلال الإسرائيلي في وجه بنادق الاحتلال الإسرائيلي في وجه هراوات وعصي الاحتلال الإسرائيلي لا يخافون أذىً ،لا يخافون جراحاً لا يخافون اعتقالاً لا يخافون إلا الله لا يخافون إلا الله الله العظيم مالك السماوات والأرض ونعمَ المولى ونعم الوكيل”.
كيف ترجمت النيابة الإسرائيلية أقوال الشيخ الى اللغة العبرية؟: ” ….. هم المحررين الأحرار…. الذين منذ ثمانية أيام لا يتوقفون يحرسون هذا المكان مكان المسجد الأقصى المبارك، كممثلين لكل الامة الإسلامية والعالم العربي والشعب الفلسطيني منذ ثمانية أيام لا يتوقفون يحمون ويقولون مرة بعد مرة بالروح بالدم نفديك يا اقصى لا يتوقفون يحمون ويواجهون/يتصادمون مع قوات الاحتلال، ويواجهون/يتصادمون مع أسلحة الاحتلال الإسرائيلي مع عصي الاحتلال الإسرائيلي ولا يخافون من الإصابة او الاعتقال لا يخافون الا من الله الله العظيم ….”
هذا مثال آخر يدلل على النوايا الحقيقية للأجهزة الأمنية الإسرائيلية التي تحاول بكل ما أوتيت من قوة إضفاء صبغة العنف أو الطابع العسكري لأقوال الشيخ والمفاهيم الدينية التي تطرق لها في خطبه.
كذلك أكد طاقم الدفاع أنه من بديهيات الأمانة العلمية والأسس القضائية نقل النصوص كما هي دون إضافة او نقصان أو تغيير، والنيابة ملزمة بحماية هذه النصوص من أي عبث، خاصة عندما يتعلق الأمر بملف جنائي لتجريم خطاب بحجم الخطاب الديني والوطني، الأمر الذي انتهكته النيابة الإسرائيلية عن سبق اصرارٍ في هذه الملف.
كما وأثبت طاقم الدفاع أن السلطات الرسمية الإسرائيلية، والمفترض أنها المسؤولة عن تطبيق القانون وحماية الحريات وحفظ الحقوق، هي ذاتها التي تقوم بالتحريف الممنهج للنصوص.
وكذلك أثبت طاقم الدفاع محاولات النيابة التلاعب في مبنى الخطبة، فعلى سبيل المثال لا الحصر قال الشيخ في خطبته: ” أقولها ولا أبالغ لا أبالغ بل أقول بقناعة وصمود ورباط أقول نعم حتى هذه اللحظات قام الاحتلال الإسرائيلي بجرح تسعة وسبعين من أهلنا المرابطين والمرابطات وبعض الإصابات خطيرة أصيب من أصيب بها في رأسه أو في صدره. من خلال هذه الدماء الزكية……”
كيف ترجمت النيابة هذه الاقوال؟: ” أنا أقول هذه الأشياء من إيمان وإستقرار صمود وحراسة حتى هذه اللحظات الاحتلال الإسرائيلي أصاب 79 من أبناء عائلات المرابطين والمرابطات في الأقصى، جزء منهم في حالة حرجة، جرحى رأس وصدر الذين سفكت دمائهم.”
في هذا الجزء هناك أخطاءٌ متعمدةٌ واضحةٌ في الترجمة تضاف إلى ما تقدم، لكن الأدهى من ذلك والأمر، ثبت أن هناك عبث واضح في مبنى النص؛ هذه الفقرة انتهت عند اقوال الشيخ “أصيب بها من أصيب في رأسه وفي صدره” هنا انتهت هذه الفقرة، بعد ذلك بدأ الشيخ بفقرةٍ جديدةٍ وبدأ بقوله “من خلال هذه الدماء الزكية أقول أيها الاحتلال الإسرائيلي لن تخيفنا وأنت تعلم من أنت أنت لا تساوي عند الله جناح بعوضة……”.
وهنا لا بد من التساؤل، ما الهدف من التلاعب بأقوال الشيخ بهذا الشكل من طرف الأجهزة المفترض انها مسؤولة على المحافظة على القانون، ولماذا أضافت النيابة هذا الجملة الى الجملة التي سبقتها؟ وكيف سمحت لنفسها كل هذا التلاعب؟ هذا مثال آخر للكم الهائل والتنوع في التحريف والتزييف، لم نجد أسانيد قانونيةً على ذلك.
وما يزيد من قلق طاقم الدفاع، أن المحكمة العليا وبعد اطلاعها على هذا الكم الهائل من التحريف والتزييف، قد تجاهلت كل ما عرض عليها، واستمرت في فرض القيد الالكتروني والحبس المنزلي والشروط المقيدة لحرية وحركة الشيخ.
بالإضافة الى كل ما ذكر أعلاه فإنه تبين أن النيابة الإسرائيلية قدمت تسجيلاً مجزأً لخطبة الشيخ من يوم الجمعة 28/7/2017 ولذلك فقد أنكر طاقم الدفاع نسبة هذه الخطبة للشيخ كونها لم توثق كاملةً وبالتالي لا يمكن اعتمادها كبينة في الملف.
هذا على المستوى الإجرائي المجرد، أما على مستوى المضامين فقد بينّ طاقم الدفاع للمحكمة كيف حاولت النيابة الإسرائيلية تشويه المفاهيم الدينية الإسلامية كمفهوم: “الرباط”، و”المرابطين والمرابطات” ، و مفهوم “الشهادة” في الإسلام؛ وكيف حاولت ربط كل هذه المفاهيم بالعنف، او الإرهاب، أو إضفاء الصبغة العسكرية عليها، وهذا بحد ذاته إعتداء صارخ وواضح على مفاهيم دينية مقدسة تعتبر من صميم الدين الإسلامي؛ وقد أكد طاقم الدفاع أمام المحكمة أن هذه هي إحدى تجليات الحرب الدينية التي تمارسها المؤسسة الإسرائيلية على الإسلام.
وتبين كذلك أن النيابة الإسرائيلية قدمت شهادة ” خبير ترجمة ” تتبع جهاز المخابرات العامة ” الشاباك” كما عرفت هي نفسها، وتلقب بالاسم المستعار ” شيرلي”، هذه الخبيرة قامت بترجمة أقوال الشيخ، وقدمت تفسيراً لمفهوم “الرباط” ومصطلح ” في وجه الاحتلال” التي وردت في خطب الشيخ، وحاولت بكل ما أوتيت من قوةٍ تفسير هذه المفاهيم بما يتلاءم مع أهداف المؤسسة الرسمية، متجاهلةً كل أسس البحث العلمي وأدوات الترجمة المهنية التي يبنى عليها تقرير خبير، كما وتطرقت في تقريرها إلى تفسير الآيات القرآنية والمعاني الدينية الإسلامية، وترجمة هذه المفاهيم والمضامين والمصطلحات والمفردات من اللغة العربية إلى اللغة العبرية.
بعد مناقشة هذه “الخبيرة” في المحكمة تبين أنها لا تملك أدنى مقومات الخبرة لإعطاء مثل هذه الشهادة، وتبين أن شهادتها تنم عن جهلٍ عميق وعداوة متأصلةٍ لدى الأجهزة الإسرائيلية تجاه المفاهيم الدينية الإسلامية، بل ومحاولة هذه الأجهزة التلاعب في النصوص الدينية الإسلامية وتشويهها بما يخدم مصلحة المؤسسة الإسرائيلية.
كما وبرهنا أن المدعوة “شيرلي” ليس لديها أي دراية أساسية في الشريعة الإسلامية واللغة العربية تمكنها من الخوض في موضوعات بحجم المضامين والمفردات التي تطرقت اليها في تقريرها المزعوم، ولم يسبق لها أن بحثت في هذه الموضوعات، ولم تنشر أي مقالٍ فضلاً أن يكون مقالاً علمياً حول ما اثارته في تقريرها امام المحكمة وثالثة الأثافي انها لا تتكلم اللغة العربية ليس لها أي نصيب من تحصيلٍ علميٍ يذكر في لغة الضاد، فكيف سمحت النيابة لنفسها فتح باب الشهادة أمام مثل هذه “الخبيرة”؟؟!.
من منظورنا فإن هذا الفعل يؤكد على نوايا المؤسسة الرسمية الإسرائيلية على تسييس وتوظيف المنظومة القضائية برمتها سعياً للتلاعب في المفاهيم والثوابت الدينية المقدسة لديننا والثوابت الوطنية لمجتمعنا، ويضاف كذلك أن هذا الفعل الأرعن يعمد لخلق أجواء الكراهية والعداء السافر للمسلمين وللإسلام عقيدةً وشريعةً.
ونشير الى عنصرٍ آخر في هذا الملف وهو الحديث عن أسباب التوتر الاحتقان غير المسبوق الحاصل في مدينة القدس والمسجد الأقصى المبارك؛
لقد حاولت النيابة الإسرائيلية إضفاء الصبغة القانونية على إجراءاتها متجاهلةً كل الحقائق والوقائع التي تعتبر الركيزة الحقيقية للتوتر والاحتقان، حيث أنها حاولت جاهدةً أن تحمل الشيخ رائد أو المرابطين المسؤولية عن خلق هذا التوتر وهذه الأجواء المشحونة.
كان رد الشيخ على ذلك بكل وضوح، نعم هناك توتر في القدس والمسجد الأقصى المبارك، وهذا التوتر بدأ منذ احتلال المدينة المباركة على يد الاحتلال الإسرائيلي وهو مستمر حتى اللحظة.
ونحن بدورنا نتساءل، هل في ظل هذا التوتر، يحرم على الشيخ انتقاد الاحتلال وإجراءاته العنصرية وممارساته القمعية في القدس والاقصى؟، هل الهدف هو تكميم الأفواه بحجة تطبيق القانون؟ وهل نحن مقبلون على مرحلة يكون فيها مجرد انتقاد الاحتلال يعتبر مخالفةً يحاكم عليها العربي والمسلم في هذه البلاد؟
يجب على المجتمع العربي وقيادته إدراك طبيعة هذا الملف وحقيقة التوجه الخطير الغير مسبوق للسلطة الإسرائيلية تجاه مقدساتنا وهويتنا وحاضرنا ومستقبلنا في هذه البلاد.
على ضوء كل ما تقدم، فإننا كطاقم دفاع قمنا بما يمليه علينا انتماؤنا الديني والوطني وأخلاقياتنا المهنية بتفنيد كل ادعاءات النيابة الإسرائيلية، وكشفنا خيوط التآمر في هذا الملف، وكشفنا الدور الخطير المخالف لكل الأعراف القانونية الذي قامت به النيابة الإسرائيلية بالتعاون مع اجهزة التحقيق والمخابرات الإسرائيلية في محاولاتهم المستميتة لإدانة وشيطنة شخص الشيخ رائد وصولاً لشيطنة الثوابت والمفاهيم الدينية والوطنية، وخاصة فيما يتعلق بالمسجد الأقصى المبارك كما بيّنا اعلاه.


الكلمات الدلالية :


اضف تعقيب

اسعار العملات

0

دولار امريكي

0

دينار أردني

0

يورو

0

جنيه استرليني

مواقيت الصلاة

الفجر

05:07

الظهر

12:43

العصر

16:14

المغرب

18:57

العشاء

20:20