السفينة أمانة بيد القبطان , إما أن ننجوا معا" أو نغرق معا" .

نحن مُقبلون على إنتخابات رئاسة الوزراء وعضوية البرلمان الإسرائيلي وكذلك رئاسة وعضوية المجالس والبلديات في الوسط العربي.

المجتمع العربي كغير المجتمعات مثقف وعنده الوعي الكافي للإنتخابات وما الهدف منها , لكن الغالبية من المرشحين هدفه الوجاهة الإجتماعية والمكافئة المادية الشهرية , لو بحثت عن سيرته الذاتية وعطائه لمجتمعه تجده في الغالب سلبي لم يقدم شيئا" وليست عنده الثقافة والفكر الجيد ما معنى المنصب الذي يصبو إليه وكم تمنيت بأن نتعالى على العائلية والمحسوبات الطائفية وثقافة التعصب للمرشح وإن كان لا يفقه شيئا".

عيون المجتمع العربي يراقب القائمة المشتركة ماذا ستقدم له من عروض إنتخابية مزخرفة ووعود لا تتعدى الكلام إلّا من رحم ربي.

عيون المجتمع العربي من أقصاه لأقصاه ينتظر منكم حلولا" لا دعايات.... المجتمع العربي لا أقول لكم وصل مرحلة الفقر بل وصل مرحلة الجوع , النساء تُسْجَن على ديون لا تستطيع سدادها بسبب ضغوطات الحياة ومتطلبات أساسية غير قادرة على توفيرها إلّا بالقروض والفوائد التي تُقطع الأمعاء حسرة من ظلم ومعاملات البنوك , ناهيك عن القروض في محلات التشينج ( السوق السوداء ) , وفي المقابل جيوبكم مليئة لا حسد.

المجتمع العربي يموت في موسم المدارس , المجتمع العربي يموت موت محتم في موسم الجامعات ,المجتمع العربي يموت في رمضان , المجتمع العربي يموت في عيد الفطر , ويموت في موسم الحج , ويموت في عيد الأضحى , ويموت في ليلة الميلاد وفي رأس السنة الميلادية , لأن العائلات المستورة لا تستطيع أن تزرع البسمة على أطفالها من شدة الفقر , وفي المقابل تصولون وتجولون في زيارات مكوكية بين دول العالم برفاهية دون مراعاة الفقير المظلوم.

لسان حال المجتمع العربي يقول نشبع معا" أو نموت معا", هذا المجتمع يريد همَّة الأعضاء أن تكون عالية ومنصفة, تقول كلمة حق بأمانة وإخلالص في تأدية واجبها الإنساني , الجميع ينتظركم في الخارج يا سادة يا كرام يا نخبة المجتمع ويطالبكم بالإلتزام بتغيير الحال من حال إلى أفضل حال , إن الجيل القادم سَيَقْسِم بالله أن يطيح بكم ولو بعد حين , مجتمعنا الجاد يحتاج إلى رجال قادرون على حمل المسؤولية , لا يريد مجتمع متسول يمد يده للجنة الزكاة , لجنة الزكاة مشكورة على عطائها لكن ليست الحل , التأمين الوطني غير قادر على تلبية متطلبات العصر , ومن هنا علينا أن نتحرك لأننا شبعنا من الوعود قبل الإنتخابات..

لقمة العيش يأخذها الفقير بمذلة وتقبيل الأيادي وبدموع منهمرة كلهيب من نار جهنم وهذا ظلم وحرام يا سادة يا كرام.
نحن قادرون أن تصبح القائمة المشتركة القادمة أيقونة في سماء الدنيا , ولا نريد جائع أو فقير في مجتمعنا , والأمانة يجب أن تكون بيد قوي أمين.

لا نريد أن نكون عنوان عريض على صفحات الجرائد بفقرنا وتعاستنا , بل نريد أن نكون في قمة الرخاء لأن الجوع القاتل يخلخل قوانين الإنس والجن , ومن هنا أقول أنتم أهل للأمانة , أنتم نخبة من حسيب ونسيب , وأنتم أهل الحل بل أصله , وبعضكم أصحاب كفاءات وجميعكم يستطيع أن يبدأ بنقطة تحول لتُحْيُوا مجتمع ,,,, وَرُّبَ هِمَّة أحيت أمة ,,,,والعربي الوضيع بحاجة إليكم وينتظر ردكم , وهذه إشارة للقائمة المشتركة لأننا نريد قائمة أفعال لا تصريف أعمال , نريد قائمة إبداع لقمع الفقر واستئصاله من جذوره ولديكم الحلول .
تطالبون ثقتنا لنختاركم ... نعم ستأخذون ثقتنا عن طريق الصناديق من أعضاء كرماء شرفاء ولكن ,,,, كل جائع سيطالب بحقه , , كل مسكين سيطالب بحقه , وكل مريض سيطالب بحقه , وكل أرملة ستطالب بحقها ولا تحسدون على هيك موقف.
أنتم تحتاجون إلى ثورة جديدة في ترتيب الأوراق كي لا يبقى مظلوم ولا محروم ولا جائع يا سادة يا كرام.
شبعنا أغاني ورقص وبحبك وبموت فيك يا تاج راسنا , آن الأوان بأن تخاطبوا الناس بلغة غير لغة بصير خير , المجتمع العربي يطالب ببناء الإنسان من جديد , حتى يكون كريم , عزيز وليس متسول ذليل , آن الأوان أن تخاطبوا فكر الناس وتفتحوا لهم مجال التعليم , مجال العمل خاصة" النساء , وبناء المصانع في مدننا وقرانا , وهذه فكرة لا بد من دراستها مشكورين , كما نلفت إنتباهكم في مجال السكن للشابات والشباب دون تمييز وحسابات حزبية أو عرقية ولا طائفية , لأن السفينة أمانة بيد القبطان والحل عندكم , والنتيجة بيد مجتمع كامل وعنده القدرة بالإطاحة بكم ولو بعد حين .
قناعتي التامة بأن الخطابات التي يتفنن بها المرشحين دون رصيد لا تستحق الدعم ولا التصويت له لأن الصوت أمانة عظيمة سنُسْألُ عنه يوم الموقف العظيم .

أيها المواطن , أيها المسؤول ,إتق الله , لأن السفينة أمانة بيد القبطان .

والله ولي التوفيق.
بإحترام : سليم عبد المجيد غرابا

الكلمات الدلالية :