اتفق علماء الاثار والمؤرخون ان هنالك فترتين أساسيتين للتاريخ البشري؛ الأولى تسمى ما قبل التاريخ، هذه الفترة تتميز بفقر المصادر الشفوية التي تُدون والكتابة،  لهذا اضطر الباحث بالاعتماد على مصادر أخرى منها  بقايا جسم الانسان، النباتات، الحيوانات، أدوات العمل  واثار الأبنية. هذه الفترة استمرت ما يقارب نصف مليون سنة خلالها اعتمدت الانسان البدائي (القديم) على العيش تارةٌ في الكهوف وتارة أخرى في الاودية تأقلماً مع المناخ السائد، اما بالنسبة لمصادر المعيشة حينها فقد تمركزت على الصيد بأنواعه وبأدوات بسيطة، هذه الفترة انتهت قبل حوالي 5000 سنة عندما ظهرت الكتابة، وهنالك من يعتقد ان بتلك الفترة (أي قبل 5000 سنة) بُعث سيدنا ادريس علية السلام وسمي بإدريس لأنه كان كثير الدراسة والكتابة.

اما الفترة الثانية (بعد) والتي تمتد منذ قبل 5000 سنة حتى أيامنا؛ اعتمد خلالها الباحثين على المصادر المكتوبة على الأوراق والأبنية وقُسمت هذه الفترة الى ثلاثة عصور ( قديمة، وسطى، حديثة) واستطاع الباحثون من اصدار كم هائل من الأبحاث نتيجة توفر المصادر الأولية بين أيديهم. 

اذاً هنالك اتفاق جامع بين العلماء حول شُح المصادر المكتوبة ما قبل التاريخ وعانوا المؤرخون كثيراً من تدوين تلك الفترة، الا ان القراَن الكريم زود النبي سيدنا محمد ابن عبد الله بالكثير من الاحداث التي حدثت قبل التاريخ منها قصة سيدنا ادم علية السلام وابنائه، وبهذا يكون النبي شاهدٌ على ما قبل وبعد التاريخ كما حَدث بالعديد من الاحاديث اتباعاً لقولة تعالى: " فَاقْصُصِ الْقَصَصَ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُون" (الأعراف- 176).

    اللهم صلي وسلم وبارك على معلم البشرية.

الكلمات الدلالية : النبي, شاهدٌ, على, قبل, وبعد, التاريخ!!, بقلم, الاستاذ, طارق, محمود, بصول,