السبت 02 سبتمبر 2017 20:44 م بتوقيت القدس
نضع بين أيديكم نص الرسالة التي أبرقها الدكتور مشهور فواز رئيس المجلس الإسلامي للإفتاء إلى حجاج أهل الداخل الفلسطيني في مشعر منى.
السلام عليكم ورحمة الله
نسأل الله تعالى أن يتقبل حجكم ويردكم لدياركم وأهلكم سالمين غانمين فائزين ..
أخواني وأخواتي الحجاج الكرام …
وصلنا رسائل من الاخوة والاخوات المتواجدين في منى هذه الأيام أنّ منى تضيق بأهلها ولا تتسع وثار هنالك خلاف وجدال بين الحجاج بخصوص المبيت وعدمه ؛ لذا حسما لهذا الخلاف نضع بين أيديكم أقوال الفقهاء في المسألة كي تطمئن قلوبكم ونفوسكم بالنّصّ والدّليل وبإيجاز شديد :
وللتوضيح : اذا كانت مدة الليل من الغروب حتى الفجر 9 ساعات – على سبيل المثال – فإنّه يلزم الحاج أن يمكث في هذه الحالة 4.5 ساعة ولحظة ولا يشترط أن يمكث للفجر … ولا يشترط أن يتواجد في الخيام وإنما يكفي تواجده في حدود منى … فإن ترك الحاج المبيت بمنى لغير عذر أثم ولزمه فدية وهي ذبح شاة ولكن حجّه صحيح وكذلك الأمر لو ترك الرجم بغير عذر ..
وممّا يدل على ما سبق أنّ النّبي صلّى الله عليه وسلّم رخص للعباس أن يبيت في مكة من أجل سقاية الحاج ، وكذلك رخص للرعاة أن يتركوا المبيت بمنى؛ لأنهم يرعون رواحل الحجيج ..
فكون الرّسول صلى الله عليه وسلم يرخص للعباس رضي الله عنه مع إمكانه أن ينيب أحداً من أهل مكة الذين لم يحجوا يدل على أنّ مسألة المبيت ليس وجوبها بذلك الوجوب المحتم الذي يترتب على تركه فوات الحج مثلا …
كما أنّ الحرج والعنت وما هو فوق القدرة خارج عن نطاق التّكليف كما يقول الفقهاء .
قال الله تعالى : ” مَا يُرِيدُ اللّهُ لِيَجْعَلَ عَلَيْكُم مّنْ حَرَجٍ وَلَـَكِن يُرِيدُ لِيُطَهّرَكُمْ وَلِيُتِمّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكُمْ ”
وقال تعالى أيضا : ﴿ يُرِيدُ الله بكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ ” .
وفي الصّحيحين عن أنس رضي الله عنه أنّ النبي صلى الله عليه وسلّم قال: “يسروا ولا تعسروا، وبشروا ولا تنفروا”. متفق عليه ..
والقاعدة الفقهية المقررة في هذا المقام : ” المشقة تجلب التّيسير ”
هذا ونتمنى لإخواننا وأخواتنا زوار بيت الله الحرام جميعاً حجاً مبروراً وسعياً مشكوراً وتجارة لن تبور بإذن الله تعالى…
أخوكم
د. مشهور فواز رئيس المجلس الإسلامي للافتاء..
11 ذي الحجة 1438 ه
2.9.2017 م