أعزائي الأفاضل .
تحية وبعد,
ودّعنا طبيبا" كريما" صلّى على روحه الطاهرة صلاة الغائب حشد كبير من أحبتنا ومشايخنا ولعلّ هذا من علامات الخير المرجوّة.

بقلوب مؤمنة وصابرة  فقدنا طيب الذكر الدكتور جميل إبراهيم نصار غرابا رحمه الله.عندما نتحدث عن المرحوم الدكتور نجد أنه نموذج  فريد في العطاء , ولا يموت إنسان خطّ سيرته في تربية الأجيال وهذا من أجمل ما عرفناه عن المرحوم علّنا نستفيد من حكمته.

إعترف بخصاله الحميدة أهل الفضل والكرم , وأهل الجود والإحسان , من معزين ومن مشايخ كرام , وقفوا على محاسنه وسيرته الكريمة المشرفة التي قضاها في  الغربة لطلب العلم والعمل به .

لقد شهد له طلبة العلم الذين إستفادوا من خبراته وتوجهاته  ونصائحه الصادقة والمعبرة , كان طبيبا" محبوبا" فاضلا" باسطا" يده للإحسان , ورجلا" يحب البر والإصلاح , غرس في بلاد الغرب والغربة أشجار الزيتون المعبرة عن المحبة والسلام .

أخانا الدكتور جميل : بكَ الوطن يعتز ويبتهج , بك نفتخر , ولك تشهد الأوطان بالوفاء.صوتك ألهب شعبا" كاملا" وهزت مشاعره , لن ينساك التاريخ , شهم , كريم , عظيم بأعمالك وأفعالك , سيرتك بالخير تعلو , وبين الناس لك شأن ومحبة , لأنك مصدر فخر وإعتزاز رحمك الله .

فيا خسارة الرينة بفقدان طبيب عَلَمْ من  الأعلام عَمِلَ الخير وما اعترته متاعب الكلل واليأس.

دؤوب , شغوف , معتز برينته , أدّى رسالته الإنسانية رافع الرأس , أمينا" مخلصا" , صادقا" بأقواله وأفعاله , ستبقى ذكراك راسخة بوجدان كل من عرفك رحمك الله .
 
فاقد العينين ينتظرك... فاقد الساقين يحتاج إليك .... طفلة مبتورة الرجلين يتيمة تشتاق إليك ....شباب تشوهت أجسادهم ينتظرون قدومك.... عائلات دون مأوى أنت بيتهم ووطنهم .

تاريخك بين الأطفال والشباب والشيوخ والمرضى مشرف , وأحاديثهم  عن سيرتك أذهلتنا.

عشت لعيون شعبك والوطن وفقدك هذا الشعب وكذلك الوطن .

أحببناك في الغربة وودعناك محزونين  وأنت في الغربة , وما أصعب الفراق حين يفصل بيننا ولم يبقى سوى الشوق والذكرى .

لم تمت يا رجل الرجال , بل فارقتنا جسدا" وبقيت روحك في قلوينا وعقولنا , فأنت لنا روح وفكر ولن ننساك   وستتحدث عنك ألسنة المؤبنينا.

تركت لنا كنوزا" من الآداب والأخلاق والمواقف التي تتفاعل في داخلنا وستبقى محفوظة لنسطرها بماء الذهب  على صفحات بيضاء لأنك تستحق.

لك الرحمة ولذويك ولكل أصدقائك الصبر والسلوان.

إنا لله وإنا إليه راجعون.

الفاتحة  لروحك الطاهرة يهديها سليم عبد المجيد غرابا – أبو بلال

الكلمات الدلالية : وداعا, أبا, الأمير, رجل, الرجال, بقلم, السيد, سليم, غرابا, ابو, بلال,