أختتم مساء يوم أمس الجمعة الإفتتاح الإحتفالي للمؤتمر التاسع للجبهة، والذي عقد في قاعة سمير اميس في مدينة شفاعمرو بحضور جماهيري واسع من مؤيدي الحزب ومندوبي فروعه في البلدات المختلفة، كما حضر وفد من منظمة التحرير الفلسطينية برئاسة محمد اشتية، وعدد من اعضاء الكنيست في القائمة المشتركة من التجمع والعربية للتغيير، في حين تغيّبت أو لربما قاطعت الحركة الإسلامية الجنوبية (الحلفاء في المشتركة) عن المؤتمر، الأمر الذي أثار تساؤلات عديدة حول الخلفية والأسباب التي يرجح ان تكون احتجاجًا على مواقف الجبهة من الحرب في سوريا، كذلك لم يحضر ممثلون عن الحركة الإسلامية الشمالية الذين تمت دعوتهم هم ايضًا.

إلا أن أكثر ما كان لافتًا واثار استغراب كل من انتبه لذلك، هو عدم تخصيص مقعد في الصف الأول للنائب أيمن عودة رئيس القائمة المتشركة ورئيس كتلة الجبهة في الكنيست! الذي وصل متأخرًا الى قاعة المؤتمر، صافح جميع من جلس في صف الأول، باحثًا عن مقعده هناك الذي لم يجده، فأقبل وادبر دون جدوى، وانتظر ان يدعوه أحدًا للجلوس، فوقف الى جانب رامز جرايسي في الصف الأول خلال الفقرة الكشفية لكشافة الشبيبة الشيوعية، وخلال أغنية بلادي بلادي، ليضطر فيما بعد الذهاب للجلوس في الصف الثاني بين عضوي الكنيست دوف حنين وعايدة توما، وبدا عليه إمتعاضه الشديد لهذا الموقف المحرج!. في الوقت الذي حرص فيه محمد بركة على دعوة مازن غنايم رئيس بلدية سخنين ورئيس اللجنة القطرية لرؤساء السلطات المحلية والكاتب محمد علي طه رئيس لجنة الوفاق الوطني للجلوس في الصف الأول (وكلاهما فقط حظيا بترحيب وتحية شخصية بالأسم من قبل عريف المؤتمر منصور دهامشة ).

وقد يكون هذا الموقف الذي تعرض له النائب ايمن عودة يعكس وجود نوع من الفتور اتجاهه من قبل بعض القيادات والنشطاء، بحيث قاطع نفر خطابه ومنهم من غادر القاعة وهو يهتف "سوريا... سوريا" حاملين أعلامها، كما يبدو بسبب لقائه الاخير مع وليد جنبلاط. غير ان الأعلام السورية بقيت مرفوعة طيلة وقت المؤتمر وكان بين من رفعها رجا زعاترة سكرتير منطقة حيفا عن الجبهة.

من جانب آخر، أعلن محمد بركة رئيس لجنة المتابعة تنحيه عن رئاسة الجبهة بعد سنوات طويلة من الخدمة، وهذا ما سبق وان وعد فيه عند انتخابه رئيسًا للجنة المتابعة. وقال محمد بركة في كلمته:"قبل سنتين وقفت هنا في هذه القاعة، أمام اخواني في مجلس الجبهة وسلمت راية العمل البرلماني، واليوم يشرفني ان اقف هنا لأسلم بعد هذا المؤتمر رئاسة الجبهة الى اصحابها". وبعد اعلانه تسليم الرئاسة ترجّل عن المنصة وقام بمصافحة جميع من جلس في الصف الأول، في حين ان النائب ايمن عودة قام من مكانه وتوجه الى الصف الأول وعانق محمد بركة وقدم له التحية، ولكن رغم ذلك، فلم يقدم ايمن عودة الشكر لمحمد بركة على سنوات خدمته الطويلة خلال كلمته في المؤتمر، في الوقت الذي توّقع الحضور ان يقوم بذلك ليدحض الإدعاءات بوجود خلافات بين الطرفين، التي أثرت على سيرورة الحراك وابعاد بصماته عن قرارات الحزب.

أما بخصوص منصب رئاسة الجبهة، فقد علم موقع العرب وصحيفة كل العرب ان غالبية اعضاء المجلس في الجبهة يؤيدون تسليمه لرامز جرايسي رئيس بلدية الناصرة السابق، وانه سبق وان عرض عليه ذلك، وهم بإنتظار رده ليتم تعيينه وتسليمه الراية، غير ان التعامل المميز معه كان واضحًا خلال المؤتمر، من قبل جميع القيادات في الحزب.

وفي الكلمة التي خصصت له، قال د. جمال زحالقة رئيس كتلة التجمع في الكنيست الذي حضر المؤتمر ضيف شرفٍ:"ان الجبهة تترأس القائمة المشتركة ولجنة المتابعة، لذا فينبغي عليهم تبني المشاركة وليس نهج الهيمنة والغطرسة". بينما رفض مازن غنايم رئيس اللجنة القطرية القاء خطاب لأسباب غير معروفة.

وقالت مصادر لموقع العرب:"ان الضيوف من الأحزاب اعربوا عن امتعارضهم واستنكارهم لعدم احترامهم وتحيتهم والترحيب بهم بشكل شخصي خلال المؤتمر".

الكلمات الدلالية : الاسلامية, الشمالية, قاطعت, المؤتمر, بسبب, مواقف, الجبهة, سوريا, رغم, دعوتها, بشكل, رسمي,