لا يمكن لمجتمع أن يُحسِّن من ظروف حياته ولا من واقعه إلا من خلال تغيير جدري وحقيقي وصادق في أدائه ومن نظرته ورؤيته إتجاه المصلحة العامة وتقديمها وتفضيلها على أي مصلحة وعلى أي إعتبارات أخرى إن كانت شخصية أو عائلية أو فئوية,لم ولن يتم ذلك إلى عند تحقيق وإعلاء مفاهيم العطاء والإلتزام والإنتماء للوطن وللمجتمع بشكل عام وللبلد بشكل خاص ومحدد , ومن خلال تجسيد تلك المفاهيم وتحقيقها على أرض الواقع من خلال المساهمة وبذل الجهود وتكثيف النشاطات والدعم بكافة أشكاله على كافة الأطُر والمرافق.

تعوَّد المواطن في المجتمع العربي على لغة المطالب والإستحقاقات ,تلك اللغة المتفشية والسائدة ما بين السلطة ومؤسساتها وبين الفرد,دون الإكتراث إلى أهمية الإنتماء  وروح العطاء والمبادرة لذلك يبقى المواطن في المجتمع يعيش حالات التذمر والشكوى وعدم الرضى والسخط ولا يعجبه العجب في جميع الأحوال.ويبرع في إلقاء التهم والتخوين والمزايدة,ويبقى السؤال المطروح وبقوة ,ما هو دور المواطن في مجتمعه؟وما هي واجباته ؟ وكيف يظهر ويعكس ذلك على أرض الواقع في بلده؟ بعيداً عن حقوقه ومستحقاته, التي من المفترض أن توفره له السلطة المحلية دون قيود أو شروط.

ومما لا شك فيه بأن تلك التَرُسبات لدى المواطن التي تُحدِث شرخ عميق وتحدث عدم ثقة بين مكونات وتركيبة المجتمع داخل البلد الواحد.

مما يترتب عليه شرخ وخلل في النسيج والروابط الإجتماعية والعلاقات العامة.

إن أردت أن أستعين بمثال ونموذج يعكس تلك الصورة لن أجد مثالاً خير من هذا البلد الطيب الذي نطمح ونطمع جميعاً للمضي به لمستقبل أفضل، وأسوة بنماذج من القرى التي تتشابه بالإمكانيات والقدرات والتركيبة الإجتماعية مع هذا البلد والتي نهضت نهضة نسبية وقفزة نوعية في كثير من المرافق والأطر وأهمها التعليم وإيجاد حلول وبدائل لأزمات السكن وتطوير في البُنى التحتية والمرافق والمؤسسات. دون أدنى شك أن تلك النماذج لم تنهض نتاج نجاح سياسات وحنكة إدارات معينة فقط ولم تعتمد أيضاً على كوادر مصغرة وإنما نتاج ألفة ووحدة وتظافر الجهود بين جميع القوى المختلفة التي وقودها النوايا الطيبة والحسنة من خلال حشد جميع الإمكانيات والكفاءات وتوحد الجهود نحو هدف واحد وهو المصلحة العامة وتهميش وتحييد كل العناصر المعيقة والهدّامة والمحبطة وتحييد وتهميش الصراعات والمناكفات السياسية التي تعصف وتهدد أي عمل بناء وإيجابي يمكن أن يساهم في نهضة أي بلد خامل ,ولا شك إننا في هذا البلد نعاني من ويلات تلك التداعيات ومن ذلك الموروث الإجتماعي الصعب والمأساوي,وما زلنا نعيد ونكرر تلك التجارب دون إستخلاص العبر من الماضي ودون التعلم من تجاربه المريرة,لا أنكر في الآونة الأخيرة من  بزوغ بوادر طيبة ومبشرة بالخير من زرع للنواة الصالحة في أرض خصبة بفضل شريحة شبابية مكونة من فسيفساء هذا البلد الجميل, شريحة متحمسة وواعية وغيورة على مصلحة هذا البلد من خلال حراك شبابي واعي ومثقف وعلى قدر عالي من المسؤولية بدأ بأخذ زمام المبادرة وزمام الأمور.لا سيما على صعيد التعليم ورفع مكانته وعلى المستوى الرياضي.

لا يمكن أن ننهض نهضة مشرفة ومشرقة إلا إذا مُكِّنت أصحاب الموارد والكفاءات والقدرات من تأدية دورهم ومهامهم وكل من مكانه وموقعه ومنحهم الثقة التي فقدها البعض وفقد معها الأمل في التأثير أو التغيير أو المشاركة,وهذا حديث يدور ويتداول بين النخب والشرائح المثقفة والمدركة في هذا البلد.

أسفي شديد على أبناء هذه البلد من هذه الشرائح والنخب التي تعمل في خارج هذا البلد وتحظى بالإحترام والتقدير والتكريم,ويُجحف ويُسحق حقها في بلدها الأم ,وأسفي شديد حينما يستقطب هذا البلد ويحتضن شبه كفاءات متواضعة وربما غير جديرة ونراها تتبوأ مناصب رفيعة ويحضون بأكثر مما يستحقون.

ربما أصرح بشيء لا يروق للبعض وربما يفوح منه بعض التمييز والتحيز وهو ميولي الشديد لتقديم الكفاءات والقدرات الداخلية من أبناء هذه البلد على الكفاءات الخارجية, وهذا حق طبيعي ومنطقي لأي فرد يشعر بالإنتماء الحقيقي لبلده وأبناءه.الطرح والمبادرة التي أود أن أتقدم بها وتكون بمثابة حجر أساس لكل الأعمال الإجتماعية الداخلية على كافة الأصعدة والمستويات,هو إختيار وإنتخاب لجان شعبية وحاضنة شرعية وداعمة لمختلف المشاريع والمبادرات الحيوية بكافة انواعها وأشكالها, وتشكل عنصر هام للتصدي لأي أفات وظواهر دخيلة على الشارع الريناوي, وعنصر هام للتصدي لظواهر والسلوكيات والتصرفات الغير مسؤولة لا سيما في شريحة الشباب.

لا بد لنا في هذا البلد أن نرتقي حتى نلتقي,على أسس ومبادىء تَقَبُل وإحترام مبادئه وافكاره وإحترام إختلافتنا وتوجهاتنا,ولنعمل سوية على رفع مكانة هذا البلد والنهوض به بما يليق برُقي ورفعة أبنائه.

 ريشة شاهد ...
ألرينة...

الكلمات الدلالية : ريشة شاهد,